لبنان

"دوزنة" ميقاتي.. طمأنة بكركي ولا هدايا للتيار

لن يخطو رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في الفترة المقبلة، أي خطوة غير مدروسة يُمكن ان تستفزّ الفريقَ المسيحي في البلاد، وفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"المركزية"، ولن يقدّم الى التيار الوطني الحر ايَ هدية ينتظرها على نار، للتصعيد ولعبِ دور المُستهدَف ورفع الصوت على قاعدة "يا غيرة الدين".

فبحسب المصادر، ميقاتي يُدرك حساسية الوضع اليوم في ظل الشغور في موقع الرئاسة الاولى، وهو سيقوم بتصريف الاعمال بالحد الادنى لتأمين استمرار العمل في المرافق العامة وتسيير شؤون المواطنين، لا اكثر ولا أقل. وقد أكد مساء الاحد​ أنه "لا يسعى للتصادم مع أحد"، مشدداً على أن "الدستور لا يسمح بالفراغ الرئاسي"، وقال "اليوم، هناك شغور في مركز الرئاسة والدستور واضح بأن الحكومة تستلم صلاحيات رئيس الجمهورية، ولن أدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء إلا في حال الضرورة القصوى ولا أرغب بالمشاكل ويكفينا ما لدينا، وأنا حريص جداً على بقاء جميع الوزراء ولن تجمعنا إلا المصلحة الوطنية".

امس، انتقل الى الجزائر لتمثيل لبنان في القمة العربية وابدى حرصا على ان يرافقه وزيران محسوبان على الفريق الرئاسي، هما وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ووزير الطاقة وليد فياض، في خطوة لافتة يريد منها في آن، قطعَ الطريق على اي تصعيد "برتقالي" وتوجيهَ رسائل حسن نية الى الفريق المسيحي وتبريد هواجسه.

فقد أعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عن عدم ارتياحه الى الوضع السياسي الراهن، حيث قال في عظة الاحد "مع انتهاء ولاية فخامة الرئيس العماد ميشال عون، نشارك اللبنانيين في وداعه ونتمنى له الخير والتوفيق بعد حياة طويلة في مختلف المواقع العسكرية والوطنية وصولا إلى رئاسة الجمهورية التي يغادرها اليوم من دون أن يسلمها لخلف، ولا لحكومة أصيلة كاملة الصلاحيات. لم يكن عهده سهلا، بل محفوفا بالأخطار والظروف الصعبة"، سأل "أتدركون جسامة مسؤوليتكم عن التسبب بالشغورين: شغور رئاسة الجمهورية، وشغور حكومة كاملة الصلاحيات، وكلاهما يشكلان السلطة الإجرائية في الدولة؟ أتدركون أنكم بهذا تفاقمون من دون سقف الأزمة السياسية والأزمات الإقتصادية والمالية والمعيشية والإجتماعية؟ كيف ستواجهون ثورة شعبنا الجائع وغضبه؟ فلا تظنوا أن دولة لبنان بتمشي بدون رئيس!"

انطلاقا من هنا، تشير المصادر الى ان ميقاتي سـ"يُدَوزن" قراراته وخطواته جيدا في المرحلة المقبلة، وسيُبقي قنوات التنسيق مفتوحة بينه وحركة امل وحزب الله وايضا الحزب الاشتراكي، وبكركي، لتفادي اي دعسات ناقصة وإمرار هذه الفترة بأقل الاكلاف. فغداة جلسة تلاوة رسالة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون الى البرلمان الخميس المقبل، ستنتهي مفاعيل هذه الخطوة "العونية" بصفر نتائج، ولن يُعطي ميقاتي هذا الفريق اي مادة يُمكن ان يستغلّها ضده لوضع العصي في دواليب "معا للانقاذ"، تختم المصادر.

لينا يونس - المركزية

يقرأون الآن