دولي

أتى دور "الأكراد" في سوريا.. حزب أردوغان يلمح

أتى دور

شكلت الدعوة التي أطلقها زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، لإلقاء السلاح والانخراط في عملية السلام قبل يومين تحولا تاريخيا، زادت أهميته بعد إعلان الحزب، اليوم السبت، أيضا الامتثال لها.

كما أعلن الحزب الذي انخرط في صراع مرير مع السلطات التركية على مدى 4 عقود، وقف إطلاق النار اعتبارا من اليوم.

لتتجه الأنظار الآن نحو الفصائل الكردية المسلحة في العراق وشمال شرقي سوريا على الأخص.

ففيما وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعوة الزعيم الكردي لنزع سلاح الحزب وتفكيكه بالخطوة التاريخية التي تمثل بداية "مرحلة جديدة"، دعا الحزب الحاكم المجموعات الكردية في العراق وسوريا أيضا إلى إلقاء السلاح.

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر جليك مساء أمس الجمعة إن جميع المسلحين الأكراد في العراق وسوريا، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية "قسد" يجب أن يلقوا أسلحتهم بعد الدعوة التي وجهها أوجلان.

إلا أن قسد كانت أوضحت سابقا أنها غير معنية بتلك الدعوة، فيما اعتبر قائدها العام مظلوم عبدي أن إرساء السلام بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة، يحرم الأخيرة من أي مبررات لمهاجمة قواته المتمركزة في شمال شرقي سوريا.

لاسيما أن تلك القوات المدعومة من الولايات المتحدة كانت أعلنت أيضا في السابق أنها مستعدة لصرف المقاتلين التابعين لحزب العمال الكردستاني من صفوفها.

أما المقاتلون الأكراد المتمركزون بشكل أساسي في جبال شمال العراق، والذين لم يروا زعيمهم المسجون منذ 1999 إلّا في بعض الصور من سجنه، فأبدوا ليونة أكبر.

إذ أفاد مراسل العربية/الحدث، اليوم السبت، بأن قيادة حزب العمال في قنديل (شمال العراق) أعلنت وقفا فوريا لإطلاق النار تنفيذا لدعوة أوجلان، خاصة أن الحكومة العراقية المركزية كانت شددت في الأشهر الأخيرة لهجتها ضد حزب العمال الكردستاني، واعتبرته في آذار/ مارس 2024 "منظمة محظورة".

إذا تبقى المعضلة الأساس مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تتهم أنقرة مكوّنها الرئيسي، وحدات حماية الشعب الكردية، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني.

إلّا أن عدة محللين رأو أن اتفاقا مع حزب العمال من شأنه أن يليّن موقف أنقرة. وقال مدير المعهد الأوروبي للدراسات حول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عادل بكوان إن من شأن عملية سلام أن تحوّل قوات سوريا الديمقراطية "من عدو يجب محاربته" إلى حليف يمكن لتركيا الاعتماد عليه في تحديد نفوذها بشكل أفضل، وفق ما نقلت فرانس برس.

في حين حذر الباحث في مركز "تشاتام هاوس" ريناد منصور من أن العلاقة مع الأكراد تشكّل "بؤرة توتر" ليس فقط مع تركيا بل مع السلطات السورية الجديدة التي تعمل على ترسيخ سلطتها.

لكنه اعتبر أن بناء علاقة جديدة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني من شأنه أن "يؤثر على تطور النظام السياسي وتقاسم السلطة في سوريا".

وكانت قوات "قسد" أعلنت مرارا أنها مستعدة للانضمام إلى الجيش السوري الجديد ككيان لكنها رفضت الاندماج فيه، وهو شرط اعتبرته السلطات الجديدة غير مقبول.

يقرأون الآن