دولي

نتنياهو يعود على حصان أبيض...تشكيل صعب واداء مختلف

نتنياهو يعود على حصان أبيض...تشكيل صعب واداء مختلف

شرّع فوز تكتل بنيامين نتنياهو بـ64 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا في الانتخابات الاسرائيلية، الأبواب أمام عودته السياسية عبر ولاية سادسة قياسية في السلطة، اعتمادا على سيطرة أربعة أحزاب، على رأسها حزبا "الصهيونية المتدينة"، وحزب "القوة اليهودية" بزعامة إيتمار بن غفير. وشكّل الصعود غير المسبوق لليمين المتطرف أحد أبرز العوامل التي رجحت فوز كتلة نتنياهو.

وتبدأ في التاسع من تشرين الثاني المشاورات مع الأحزاب والائتلافات، بغية تكليف شخصية لتشكيل الحكومة، ويُعتبر نتنياهو الأقرب لهذا المنصب، وسيكون أمامه 28 يوما لإنجاز هذه المهمة. وفي حال فشله، يصار الى تمديد المهلة 14 يوماً إضافياً. إلا أن المراقبين يؤكدون ان نتنياهو شرع بالفعل في المشاورات حتى قبل أن تظهر النتائج الرسمية. فما هي انعكاسات فوز نتنياهو على اسرائيل والمنطقة؟

العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يقول لـ"المركزية": "قد يكون حكم نتنياهو في هذه الفترة مختلفا ولا يتمتع بالدعم نفسه الذي كان يتمتع به قبل خسارته لموقع رئاسة مجلس الوزراء في السنوات السابقة، والسبب ان اليوم هناك إدارة ديمقراطية لا تمنحه الدعم والثقة نفسهيما اللذين كان يقدمهما له الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب عندما كان في سدّة الرئاسة. لذلك، لا يمكن قراءة كل العنجهية التي ظهرت على نتنياهو الحاكم في اسرائيل خلال الفترة السابقة، لأنه لا يتمتع الآن بالدعم نفسه".

ويشير عبد القادر إلى ان "نتنياهو يواجه مهمة صعبة جدا لتشكيل حكومة، مع وجود أقله ما بين 8 و10 فرقاء من أقصى اليمين، مُلزَمين بالتعاون معه، ما سيجعل من تكتل الليكود وسط الوسط بينهم. وبالتالي ستكون مهمّة تشكيل الحكومة وإرضاء مختلف المطالب التعجيزية لكل هذه الاحزاب الصغيرة، صعبا جدا. هذا لا يعني أنه سيفشل في مهمته، لأن نتنياهو كما يعلم الجميع سيفعل كل ما باستطاعته وسيقدم كل التنازلات الممكنة لمختلف الافرقاء من اجل عودته والقول لخصومه السياسيين الذين حكموا خلال فترة غيابه "أنا أعود على حصان أبيض وانا سيد الساحة في السياسة الاسرائيلية". هذا هدفه وهذه طبيعته لممارسة السياسة".

ولكن هل تتغير سياسة اسرائيل في المنطقة؟ يجيب عبد القادر: "نتنياهو كان في السابق يحاول، بمساعدة ترامب وصهره جاريد كوشنر، تحقيق مزيد من المكاسب على الارض ينتزعها من حقوق الفلسطينيين على الصعيدين الاقليمي والداخلي في اسرائيل وفلسطين من جهة، وتسويق اسرائيل كدولة اقليمية قادرة ان تتعايش مع العديد من الانظمة العربية من جهة اخرى، فكانت اتفاقات ابراهام التي فرضها ترامب على بعض الدول العربية".

ويعتبر عبد القادر ان "جميع القادة الاسرائيليين يمارسون سياسة التصعيد العسكري، سواء في سوريا او غزة او الضفة، وتبيّن ان رئيس الوزراء السابق يائير لابيد في سياسته القمعية التي تشبه بداية الانتفاضة في الضفة الغربية، لم تكن في وحشيتها واساليبها وتعميمها على كل المدن الفلسطينية والشعب الفلسطيني مختلفة عما كان يفعله نتنياهو".

وعن مستقبل اتفاق الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل، يؤكد عبد القادر ان "الترسيم جاء بإرادة اميركية اكثر منها اسرائيلية وحتى لابيد كان يريد تأجيل هذا الموضوع الى ما بعد الانتخابات ، لكن الضغوط الاميركية فرضت نفسها، لأن الولايات المتحدة قد تكون بحاجة او لديها ارادة حاسمة في تحقيق هذا "الإنجاز الدبلوماسي"، وذلك خوفا من فراغ في السلطة بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون ولن تكون هناك أي سلطة في لبنان تشعر بالثقة في النفس لمتابعة هذه المفاوضات في الفترة اللاحقة، وهذا جعل الرئيس الاميركي جو بايدن يتدخل شخصيا في الموضوع مساندا رسوله الى المنطقة آموس هوكشتاين.

ويضيف: "في النتيجة، الظروف تغيرت عما نعرفه عن نتنياهو في الحكومات السابقة، وفي الموضوع العربي ليس هناك من أجواء بعد قمة الجزائر، وجرعة الدعم الجديدة التي تلقتها السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني بإحياء قضيتهم، تشير الى أن العصر الآن هو لتحقيق إنجازات باهرة سواء على الصعيد الفلسطيني او العربي من قبل نتنياهو".

ويختم عبد القادر: "نتنياهو سيستفيد من الحد الاقصى الذي وضَع حزب الله في حالة جديدة تُضاعِف المكاسب التي حققها لإسرائيل قرار مجلس الامن 1701، حيث ان حزب الله اعتبر انه قد انتصر وبأنه كان جزءا من هذه التسوية وبأن زمن النزاعات والتوتر وركب المخاطر قد ولّى وهذا يُطمئن نتنياهو الى القضية الامنية وخصوصا مشكلة الحدود الشمالية". 

يولا هاشم - المركزية

يقرأون الآن