لم يتوقّف الحراك على خط الملف الرئاسي. فبعد مؤتمر الأونيسكو في الذكرى الـ33 لإبرام "اتفاق الطائف" بدعوة من السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري، برزت زيارة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط إلى عين التينة والطبق الأساس "أي رئيس للبنان؟". في المشهد العام الزيارة ليست غريبة على الرجلين اللذين تجمعها علاقة تاريخيّة، إلّا أنّها تعقب موقف جنبلاط من الأونيسكو عن عدم دعمه الوزير السابق سليمان فرنجيّة في حين أنّ بري وكتلة "التنمية والتحرير" أعلنا على لسان المعاون السياسي علي حسن خليل أنّ فرنجية هو الأقرب إليها. فهل يُحاول بري تمهيد الأرضية لفرنجية من باب المختارة؟
يجزم النائب أكرم شهيّب أنّ "مرشح الحزب "التقدمي" الحقيقي هو النائب ميشال معوّض حتى إشعار آخر"، قائلًا في حديث لموقع mtv: "نسعى لمراكمة الأصوات له في جلسة الخميس وكل الجلسات التي ستليها، وعندما نفشل في تأمين الأصوات الكافية له نبحث حينها مع معوّض على اسم مرشّح آخر".
وأضاف: "نُدرك جيداً حق الفيتو لدى"حزب الله"، ولدى فريق الممانعة قائد واحد لجلسات انتخاب الرئيس على عكس تعدّد الآراء في الفريق السيادي وهذا يحتاج إلى حوار وإلى تواصل ينقل لبنان إلى برّ الأمان بمركب عربي وليس بمركب آخر".
بالعودة إلى التاريخ، صوت النائب الشهيد كمال جنبلاط أوصل سليمان فرنجية الجدّ إلى الرئاسة. وفي العام 2016، أيّد وليد جنبلاط ترشيح فرنجية الذي حظي يومها بدعم كل من بري ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري.
في الحاضر، كان لافتًا حضور فرنجية في مؤتمر "الطائف"، وجلوسه في الصفّ الأمامي، في رسالة للآخرين سبق أن أعلن عنها في إطلالة سابقة عبر mtv ألا فيتو أميركياً عليه ولا حتّى فرنسياً ولا مشكلة لدى السعوديين معه وأنّه ملتزم بالطائف. يومها روّج فرنجية لفكرة أنّه ليس مرشح "حزب الله" وأنّه سيكون رئيساً وحدويًّا وجامعاً للبلد. وكشف أنّه لم يلقَ جوابًا من جنبلاط بدعمه من عدمه. فهل ما فشل بري بتمريره عبر طاولة الحوار، يُحاول بدءًا بجنبلاط المتمسّك بضرورة فتح الأبواب للوصول إلى توافق حول الرئيس، تمريره من جديد وتوسيع دائرة تأييد فرنجية؟
يُشّّدد شهيّب على أنّه لم يُطرح خلال اللقاء أي اسم مرشح جديد باستثناء معوّض، وقال: "هي منّا menu وعم نختار منّا". وأردف: "ما استشفيناه من بري هو أنّه لا يريد رئيسًا يُشكّل تحديًّا لأحد وبالنسبة إلينا ميشال معوّض ليس رئيس تحدٍّ وهنا تكمن أهميّة الحوار والخروج من الغرف المغلقة".
إذا، جنبلاط متمسّك بمعوّض حتى إشعار آخر، وهذا الإشعار لم تنضج ملامحه بعد لا داخليًّا ولا خارجيًّا، وقد يكون الاسم الذي سيحظى بحاضنة مسيحية وإسلاميّة لا يزال في الكواليس على أن تفرضه ظروف سياسيّة واقتصادية واجتماعيّة وأمنية.
مريم حرب - موقع mtv