أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تنفيذ عملية "المخلب السيف" الجوية شمالي سوريا والعراق ضد مواقع يستخدمها مسلحو "بي كي كي/ كي جي كي/ بي واي جي" كقاعدة للهجوم على تركيا. واشارت الى ان العملية تهدف لاجتثاث الإرهاب من جذوره. يأتي ذلك بعد اسبوع من الانفجار الذي ضرب شارع تقسيم في تركيا والذي ما زال يتفاعل اقليميا ودوليا، نظرا لارتداداته الكبيرة على مختلف الساحات الشرق أوسطية أو الاوروبية لما لتركيا من موقع جيوسياسي يؤثر على القارتين.
لا شك بأن سرعة الكشف على الخلية الارهابية من قبل الامن التركي، قطع الطريق أمام أي اجتهاد، وشكَّل دِرعا حصينا بوجه المنظمات الارهابية الساعية الى ضرب استقرار البلاد، في ظل ربط البعض لهذا الانفجار بالمساعي الجارية لحل أزمة النازحين السوريين في تركيا واعادتهم الى بلادهم، ظهر ذلك جليا من خلال فتح قنوات التواصل بين النظامين التركي والسوري واللقاءات التي ظلت بعيدة من الاعلام لاسيما بين رئيس الاستخبارات التركية ونظيره السوري علي مملوك في أيلول الماضي، وما لهذا اللقاء من أهمية كبيرة على الوضع الميداني في سورية لاسيما في الشمال حيث يتمدد النفوذ التركي عبر الفصائل السورية المسلحة.
يبقى السؤال الابرز ، هل من قطبة مخيفة قد تربط انفجار تقسيم بملف النازحين في ظل تحول بعض المخيمات الى قنابل موقوتة تستغلها التنظيمات الارهابية؟
في حديثه لـ"المركزية" يرفض العميد الركن خالد حماده ربط انفجار شارع تقسيم باللاجئين السوريين "الذين يعيشون حياة أفضل من تلك التي كانوا يعيشونها في بلادهم قبل الحرب عام 2011". ويقول إن هكذا عمليات تتبناها مجموعات ارهابية تعمل على تجنيد عناصر من مختلف الجنسيات.
واذ دعا الى انتظار التحقيقات مع المرأة السورية التي نفذت عملية التفجير، أوضح أن تركيا بلد مستهدف من قبل الاكراد وجماعات متطرفة، مذكرا بالانقلاب الفاشل الذي كان يستهدف الرئيس رجب طيب أردوغان وأحبطته السلطات في أنقرة، واوضح في السياق أن اجهزة الامن التركية فاعلة والدليل وجودها عبر الفصائل المسلحة في منطقة واسعة جدا في الداخل السوري كما لها امتداداتها في دول عدة وبالتالي ليس من السهل تهديدها.
وشدد حماده على دور القيادة في انقرة واستراتيجية تفكيرها البعيدة عن القيام بردات فعل ضد اللاجئين على خلفية هوية المرأة التي نفذت العملية، موضحا أن الرئيس أردوغان كان أكد في تصريحات سابقة استعداده لطي صفحة الماضي مع النظام السوري والعودة للقاء الرئيس السوري بشار الاسد، وهو أوفد مدير استخباراته الى دمشق للتنسيق مع النظام حول جملة ملفات.
وفي ظل المخاوف من تمدد العمليات الارهابية الى الداخل اللبناني لاسيما وأن خاصرته الامنية رخوة، لا يخفي العميد حماده مخاوفه من عمليات أمنية، لافتا الى أن البلد مفتوح على كل هذه الاحتمالات في ظل غياب رؤية لحل الازمة. ويستند في تحليله الى تصريحات وزير الداخلية بسام مولوي الذي كشف عن توقيف خلايا ارهابية كانت بصدد تنفيذ عمليات في بعض المناطق.
ويلفت حماده الى أن لبنان مؤهل اليوم لمثل هذه العمليات وتوظيفها لصالح الازمات التي تعصف في البلد لاسيما وإن استمر الملف الرئاسي متعثرا والمؤسسات تشهد المزيد من الانهيار ولا قرار سياسي لوقفه. كلها عوامل برأي العميد حماده تُشكل بيئة حاضنة لعمليات ارهابية أو خلل أمني.
المركزية