بعدما أعلنت الأمم المتحدة في نوفمبر 2022 أن عدد سكان العالم تجاوز حاجز 8 مليارات نسمة، خرجت دراسة لتشكك في هذا الرقم.
فقد بينت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة Aalto في فنلندا، أن الأرقام المتداولة اليوم قد تكون ليست صحيحة.
ووفقا للدراسة المنشورة في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز"، هناك ملايين وربما مليارات من البشر غير مشمولين في التعدادات السكانية الرسمية، ويعود ذلك إلى عيوب منهجية جوهرية في طرق حساب التقديرات السكانية العالمية.
كما تشير الدراسة إلى أن التقديرات السكانية تغفل بين 53% و84% من سكان الريف، ما يعني أن الأرقام الفعلية قد تكون أقرب إلى 10 مليارات نسمة، وهو الرقم المتوقع لعام 2080، وفقا للمجلة العلمية.
وأشارت إلى أن الإحصاءات قامت بتقليل عدد السكان في المناطق الريفية بشكل كبير، بسبب الطريقة القائمة على الشبكة المستخدمة عادة لحساب الأشخاص.
وتعتمد التقديرات السكانية تقليديا على نهج "التقسيم الشبكي"، إذ يقسّم العالم إلى مربعات، ثم يقدّر عدد السكان في كل منها استنادا إلى بيانات التعداد.
خطأ في التقدير
لكن هذه الطريقة صُممت بالاعتماد على بيانات مأخوذة من المناطق الحضرية، مما أدى إلى انخفاض دقتها عند تطبيقها على المناطق الريفية. وبالنظر إلى أن المناطق الريفية تضم نحو 43% من سكان العالم فإن أي خطأ في تقدير أعدادهم قد يسفر عن أعداد كبيرة مفقودة.
وللتحقق من دقة هذه التقديرات حلل الباحثون بيانات سكان العالم خلال الفترة الممتدة بين عامي 1975 و2010 مع التركيز على مشاريع بناء السدود في 35 دولة.
في هذا الشأن، قال المهندس البيئي خوسياس لانج ريتر من جامعة آلتو: "لأول مرة ، تقدم دراستنا دليلًا على أن نسبة كبيرة من سكان الريف قد تكون مفقودة من مجموعات البيانات السكانية العالمية".
"أعلى بكثير"
وتابع "فوجئنا عندما وجدنا أن السكان الفعليين الذين يعيشون في المناطق الريفية أعلى بكثير مما تشير إليه البيانات السكانية العالمية"، مبيناً أنه تم التقليل من عدد السكان الريفيين بنسبة ما بين 53% إلى 84% خلال الفترة التي تمت دراستها.
كما يقول الباحثون إن التباين الكبير بين تقديرات السكان والعدد الفعلي للأشخاص الذين يتم نقلهم في منطقة يعود لسبب أن البيانات متاحة هي أقل للمناطق الريفية.
لكن بعض العلماء الذين لم يشاركوا في الدراسة شككوا في النتائج، مشيرين إلى أن التحسينات في صور الأقمار الإصطناعية وجودة جمع البيانات في بعض البلدان ستجعل هذه التناقضات أصغر.