وجه بنك الكويت المركزي بنوك البلاد بالتقيد بتأجيل أي سحوبات للجوائز الخاصة ببعض المنتجات المقدمة إلى العملاء، مطالباً في الوقت ذاته بإعادة عملية تقييم تلك السحوبات، وتزويد المركزي الكويتي بالنتائج التي خلصت إليها المصارف.
فيما يأتي هذا الإعلان من قبل المركزي الكويتي طبقاً لتعميم صادر اليوم، من أجل ضمان تحقيق مستويات الشفافية، وضمان نزاهة سحوبات الجوائز، خاصة عقب الحادثة التي أثارت استياء الكويتيين حول شبهات الفوز بسحوبات المسابقات.
إلى ذلك، يقول التعميم الصادر عن البنك المركزي الكويتي: "في إطار الإجراءات التي يقوم بها بنك الكويت المركزي في مجال تنظيم أعمال المهنة المصرفية ولتأمين سير العمل المصرفي على وجه سليم والعمل على توفير بيئة مناسبة لحفظ حقوق العملاء وفق علاقة متوازنة توفر الحماية للقطاع المصرفي استناداً إلى المادة (71) من القانون رقم 32 لسنة 1968 في شأن النقد وبنك الكويت المركزي وتنظيم المهنة المصرفية وتعديلاته، وفيما يتعلق بسحوبات بعض البنوك على ما تمنحه من جوائز لعملائها على بعض الحسابات (المنتجات)، ونظراً لمرور فترة من التطبيق لهذه المنتجات، فإن الأمر يتطلب إعادة تقييم لتلك المنتجات بما يكفل أقصى درجات الشفافية وتحديد اشتراطاتها وسلامة العمل بها، وذلك ضمن منظور تطبيق الحوكمة السليمة، وعليه فإنه يتعين على مصرفكم تأجيل إجراءات أية سحوبات مقبلة لهذه المنتجات اعتباراً من تاريخه لحين تزويد بنك الكويت المركزي بالنتائج التي خلص إليها مصرفكم من عملية التقييم المشار إليها، وذلك حتى يتسنى النظر فيها".
شبكة تلاعب متورطة
وكانت الكويت قد ضبطت أخيراً شبكة متورطة في التلاعب بنتائج السحوبات، وذلك عقب تداول مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يظهر شخصاً يمارس التحايل في عملية السحب، فيما ضبطت الداخلية الكويتية هوية الشخص المتلاعب في الفيديو، وهو المدعو أحمد محمد الحمد ويشغل منصب رئيس قسم السحوبات في وزارة التجارة والصناعة وتبين استغلاله لموقعه الوظيفي لتنفيذ عمليات تلاعب ممنهجة في العديد من السحوبات الخاصة بالشركات المعلنة عن جوائز، إذ استغل منصبه في ضمان منح الفوز أشخاص محددين مقابل تلقيه منافع مادية.
كما أبرزت التحريات توافر شبكة تجري عمليات دقيقة في التلاعب بسحوبات عديدة منها المدعوة فاطمة جمال سعد دياب (مصرية الجنسية) - تعمل في جمعية النجاة الخيرية - الفائزة بعدة جوائز أخيراً، من بينها خمس سيارات باسمها وسيارتان باسم زوجها المدعو محمد عبدالسلام محمد الغرابلي (مصري الجنسية) - يعمل في شركة باب الكويت للصحافة - وذلك بعمليات تلاعب ممنهجة.
حاولا الهرب
وضبطت الفرق الأمنية في الوقت ذاته، الفائزة المدعوة فاطمة جمال وزوجها محمد عبد السلام أثناء محاولة الأولى مغادرة البلاد عبر مطار الكويت الدولي، وبمواجهتها أقرت بأنها نفذت هذه المخططات عبر زوجها، الذي تربطه علاقه مع شخص آخر يدعى محمد صبحي السيد (مصري الجنسية) - يعمل معه بذات جهة العمل - إذ اقترح عليه الاشتراك في السحوبات.
ليؤكد زوجها أن هناك شخصاً يدعى صالح ماجد فارس خميس (دومينيكاني الجنسية) - يحمل إقامة على شركة بيان لوجستيك للخدمات اللوجستية - قادر على ضمان فوزه بشرط التنازل عن الجائزة مقابل مبلغ مالي يتراوح بين 200 و600 دينار كويتي.
في الإطار ذاته، لا تزال التحقيقات الأمنية في الكويت مستمرة عقب النتائج المكتشفة، إذ اتضح أن وزارة التجارة والصناعة تدقق وتراجع السحوبات التجارية وأسماء الفائزين وذلك في آخر 3 سنوات، إذ أكتُشف أمر نحو 8 أشخاص جدد من جنسيات مختلفة مشتبه بتورطهم في عمليات تحايل أخرى، في أحدث مستجدات قضية سحوبات الجوائز.
وتقول صحيفة الرأي الكويتية إن "التجارة والصناعة" بدأت التفتيش رقابياً على جميع سجلات السحوبات المنعقدة منذ 2022، ونوهت إلى أن المراجعة الأولية ترجح أن قيمة الجوائز محل الاشتباه تتجاوز 250 ألف دينار، وجميعها جوائز سيارات.