لم يخرق هدوء نهار "العطلة" بسبب عيد الاستقلال سوى موقف صدر عن نائب كتلة "الاعتدال الوطني" أحمد الخير، هاجم فيه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع دون أن يسمّيه، واصفاً إيّاه بعرّاب "أسوأ تسوية رئاسية"، متهماً إياه بمحاولة تنصيب نفسه "مرشداً روحياً للمعارضة" ومصادرة رأي المكوّن السنّي في البرلمان، وذلك قبل يومين من إجراء جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية.
مصادر متابعة للشأن رأت في "تغريدة الخير إشارة إلى أن الخلاف الذي كان قد أطل برأسه بين مكوّنات الطائفة السنية وجعجع قبل الانتخابات، يعود في الوقت الحالي، مع محاولات رئيس "القوات" تدعيم جبهة المعارضة خلف مرشّحها ميشال معوّض"، إلّا أنها شدّدت على أن "الوقت ليس للتجاذبات السياسية بل لتوحيد صفوف المعارضة، والظروف بغنى عن هذه المواقف التي تصدر عن الطرفين".
النائب السابق في "الجمهورية القوية" عماد واكيم سأل عن الهدف من خلف هذه المواقف ومنافع المناكفات، وأكّد على أن "أحداً لا يُحاول أن يكون عرّاباً للمعارضة، وجل ما في الأمر أن جعجع يسعى لجمع 65 صوتاً لمعوّض، مرشّح المعارضة"، مذكّراً بأن للقوات اللبنانية كتلة نيابية وازنة في المجلس.
وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، رأى أن "جمع 65 صوتاً لمعوّض سيشكّل ضغطاً كبيراً على الفريق الآخر الذي يصوّت بالورقة البيضاء، لأن لبنان تحت المجهر دولياً وعربياً، وبالتالي لا يُمكن لهذا الفريق الاستمرار في تعطيل نصاب جلسات يحصد فيها مرشّحاً العدد الكافي من الأصوات للفوز بالاستحقاق الرئاسي، ولو بالدورة الثانية".
كما أشار واكيم إلى مواقف بعض النواب التغييريين، واعتبر ان "هؤلاء يجب أن يلتزموا بخيار الشعب اللبناني الذي صوّت لهم على أساس انتفاضة 17 تشرين، والتوافق مع المعارضة بدل التصويت بأوراق ملغاة حيناً، ولمرشحين لا يحظون بحدٍ أدنى من الإجماع أحياناً أخرى".
كما توقّع أن يتكرّر سيناريو الجلسات السابقة في جلسة الغد، لأن لا تغيّرات استجدت والأطراف لا تزال عند مواقفها، وقد يزيد عدد داعمي معوّض لأن الأخير يتواصل مع النواب المستقلين بشكل دائم ويستقطبهم إلى فريقه، والأجواء إيجابية في هذا الصدد.
جريدة الأنباء الالكترونية