لا يزال الإهتمام الخارجي بالملف اللبناني دون المستوى الذي يدفع به الى الانجاز، وفي المقابل الكل يُدرك أنّ اللبنانيين غير قادرين وحدهم على إنتاج الحلول وسط إنقسام حاد يضع البلد في حالةِ جمودٍ قاتل، وبغياب ايّة محاولة داخلية لتقريب وجهات النظر للانقاذ، لا سيما انّ غالبية القوى السياسية قد سلمت بعدم القدرة على إنتخاب رئيس إلّا بعد وضوح صورة التطورات القائمة في منطقة الشرق الاوسط ككل.
انطلاقاً من هنا، يبدو انّ الاستحقاق الرئاسي خرج كلياً من بين أيادي اللبنانيين، فالجميع بإنتظارِ تطورٍ ما في القمة التي ستعقد بعد ساعات قليلة، بين الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يزور الولايات المتحدة، بحيث تؤكد مصادر دبلوماسية اميركية لوكالة "اخبار اليوم"، انّ الرئيسين سيتوافقان على مواصفات وميزات الرئيس المقبل للبنان، والى وضع اسس سيادية للشخصية الرئاسية وعدم التنازل عنها، كما سيُبقي الجانبين على الدعم الذي يقدم إلى المؤسسات العسكرية والأمنية، بغية الحفاظ على الحد الأدنى من الإستقرار.
كما تشير المصادر عينها، انّ ما سيسفر عن لقاء بايدن - ماكرون، هو إعطاء الضوء الأخضر الاميركي للفرنسيين للتحرك لبنانياً بحرية تامة.
ووفق المعطيات تستبعد المصادر إمكانية حصول مفاجأة رئاسية بعد لقاء القمة في واشنطن، بحيث لا يمكن إتمام الملف الّا بالضغط على الايرانيين من قبل الجانبين الاميركي والفرنسي، وعدم التنازل أو الخضوع لاي تسوية تؤدي الى انتخاب رئيس من محور الممانعة، وهنا يراهن الجانبان على تنازل النظام القائم في طهران بأبعد تقدير عن بعض اوراقه لصالح الغرب، ومنها الورقة اللبنانية، على قاعدة انه ليس في أحسن حال، من خلال مواجهته انتفاضة شعبية، لرفع المعاناة المستمرة منذ عقود تحت نظام المرشد الاعلى.
على ايّ حال، العوامل الخارجية تلعب دائما الدور الحاسم في الإستحقاقات المهمة، لا سيما الرئاسية منها، وسط "كباش مفخخ" يُضرب من طهران، بحيث انّ تأثيره دائم في مختلف الظروف، سواء كان عادياً أو إستثنائياً، وهناك اليوم شبه إجماع من الدول المؤثرة خارجياً، على الضغط على البرلمان اللبناني، قبل الذهاب الى انتخاب رئيس قد يُشكل امتداداً لعهد الرئيس السابق ميشال عون.
شادي هيلانة - أخبار اليوم