حققت مدينة الخبر - شرق السعودية - المركز 61 عالمياً في مؤشر المدن الذكية للعام الجاري 2025 عقب تقدمها 38 مركزاً في المؤشر ذاته، وفقاً لما أعلنه المعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD، وتعد المدن الذكية "المدن المستفيدة من التقنيات الرقمية لتعزيز رفاهية المواطنين، وتقديم خدمات حضرية وبيئات أكثر كفاءة واستدامة"، وفقاً لمفهوم المدن الذكية حسب تعريف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
الخبر المدينة البحرية تعد "ضمن المدن الحديثة في المنطقة الشرقية، إذ تعد مركزاً تجاريا مهماً فيما تبعد عن مدينة الدمام 25 كيلومترا، وتتميز بموقعها الجميل على شاطئ الخليج العربي، وبكثرة المجمعات التجارية بها"، وفقاً لما ذكرته "بوابة أعمال غرفة الشرقية" عبر موقعها الإلكتروني.
وتضيف: تمتاز مدينة الخبر ببنائها الحديث إذ أصبحت مركزاً حيوياً مهماً من الناحيتين السكنية والتجارية، إذ إن موقعها الذي يجاور مدينة الظهران من جهة ومدينة الدمام من جهة أخرى جعلها تلبي جميع احتياجات المواطنين والمقيمين لما تضمه من المجمعات التجارية الضخمة بالإضافة إلى الأماكن الترفيهية والسياحية ومراكز التسوق".
في سياق متصل، كانت منظمة الصحة العالمية قد اعتمدت محافظة الخبر "مدينة صحية" بعد استيفائها لـ80 معياراً من معايير المنظمة، متجاوزة التقييم النهائي وحصلت على شهادة الاعتماد الدولية، لما تحظى به من حدائق وأماكن ممارسة رياضة المشي، وتعزيز المفاهيم الصحية في المدارس ومراكز الرعاية الأولية.
في الإطار ذاته، أكد أمير منطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف رئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة الشرقية أن تقدم مدينة الخبر في مؤشر المدن الذكية العالمي يُجسد "الرؤية الطموحة للقيادة في جعل مدن البلاد نماذج حضرية متقدمة عالمياً".
كما أضاف: "هذا التقدم ليس وليد الصدفة، بل نتيجة جهود تكاملية بين الجهات الحكومية والخاصة لتحقيق بيئة متقدمة تقنيًا، مستدامة اقتصاديًا، وجاذبة للاستثمار والمعرفة"، مؤكداً دعمه الكامل لاستمرار هذا المسار".
وتحتل مدينة الخبر مكاناً بارزاً في مجالات التخطيط الحضري الذكي والتنمية المستدامة، إذ أُدرجت ضمن الكتاب الدوري للمدن الذكية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD)، الذي يُعد مرجعًا عالميًا في مجال المؤشرات الحضرية الذكية، فيما يذهب مختصون إلى أن إدراجها ضمن المدن الذكية يعود إلى دور المدينة الريادي في الابتكار وكفاءة بنيتها التحتية الرقمية، في إطار تحقيق أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 بأن تكون ثلاث مدن سعودية – الرياض، جدة، والخبر – ضمن أفضل 100 مدينة عالمية في مؤشر قابلية العيش العالمي (EIU).
من جهته، قال المهندس عمر العبداللطيف، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة الشرقية، إن المدن الذكية تحسن جودة الحياة لجميع فئات المجتمع وذلك عبر توفير خدمات متقدمة، تضمن تحقيق كفاءة أعلى في إدارة الموارد، وتعزيز الاستدامة، مشيراً إلى أن الهيئة تعمل باستمرار لضمان تحقيق مستهدفات رؤية 2030 من أجل تعزيز مكانة مدن المنطقة عالمياً في مجالات الابتكار والتطوير الحضري.
ويعد تقدم الخبر في هذا المؤشر دليلاً على تمتعها ببيئة جاذبة للكفاءات والخبراء من مختلف الجنسيات، إلى جانب تنوعها البيئي وكفاءة بنيتها التحتية الأساسية والرقمية، مما يعزز من مكانتها كمركز استثماري وابتكاري، كما أن موقعها الجغرافي المميز بالقرب من دول مجلس التعاون الخليجي، واحتضانها لمراكز الأبحاث والابتكار، إضافة إلى مخرجاتها التعليمية المتميزة، جعلها مؤهلة لاستقطاب المشاريع الذكية ذات الطابع المستقبلي.
ويعكس هذا التقدم الكبير الجهود المستمرة في تطوير البنية التحتية وتطبيق التقنيات الحديثة في مجالات متعددة مثل الصحة، والتعليم، والنقل، والثقافة، والحوكمة، مما يجعل الخبر مدينة أكثر تفاعلًا واستجابة لاحتياجات المواطنين والمقيمين، كما تُعد المدينة نموذجًا حيًا في تنفيذ التجارب التقنية الحديثة على أرض الواقع، في إطار دعم استراتيجيات التنمية المستدامة.
ويُتوقع أن يسهم هذا التقدم في تعزيز مكانة الخبر كمدينة ذكية رائدة في المنطقة، قادرة على استيعاب واستثمار أحدث التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والمدن المستدامة، بما يعزز من تنافسيتها على الصعيدين الإقليمي والدولي.