يعيش نادي باريس سان جيرمان أياماً من السعادة القصوى، فقد توج الفريق مؤخراً ببطولة الدوري الفرنسي وهو على بعد خطوات من تحطيم العديد من الأرقام القياسية التاريخية.
ومع قيادة لويس إنريكي للفريق، استعاد نادي العاصمة الفرنسية بريقه، ولكن كل ذلك حدث بعيداً عن النجوم الذين كانوا يضيئون "مدينة النور" حتى وقت قريب، وعلى رأسهم كيليان مبابي.
ولأولئك الذين توقعوا نهاية "العالم" في غياب مبابي، يكشف الواقع لهم حقيقة مغايرة: باريس سان جيرمان قد حقق العديد من الإنجازات التاريخية بدون نجمهم الفرنسي.
ويؤكد لويس إنريكي، مدرب الفريق، قائلاً: "الآن نجم باريس سان جيرمان هو الفريق، نحن أفضل بكثير من الموسم الماضي، كان الموسم الماضي جيداً، لكننا الآن أفضل بفضل قدرة الفريق على قلب الموازين".
ويعكس هذا التصريح التغيير الواضح في أسلوب الفريق وتوجهاته، إذ نجح باريس سان جيرمان في الاستمرار في تحقيق النجاح رغم غياب مبابي، ما يعكس قوة المجموعة والتكامل بين اللاعبين.
نجح لويس إنريكي "لوتشو" في تشكيل فريق متكامل توج ببطولة الدوري الفرنسي قبل ست مراحل من نهاية الموسم، بينما نجح في الإطاحة بنادي ليفربول ليصل إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ضد أستون فيلا، مع تطلع لتحقيق الثلاثية بعد الفوز بكأس السوبر الفرنسي.
ويتطلع الفريق الآن لتحقيق إنجاز تاريخي جديد بحصد كأس فرنسا، وهو ما يضع لويس إنريكي في موقع المدرب الذي يسعى لتحقيق الثنائية أو الثلاثية للمرة الثانية في مسيرته، بعدما فعلها مع برشلونة في موسم 2014-2015.
وعلى الرغم من غياب الفائز بجائزة الكرة الذهبية في صفوف الفريق، إلا أن باريس سان جيرمان لا يحتاج إلى لاعب فردي من هذا النوع، فقد أظهرت مباراة تلو الأخرى أن الفريق بأكمله، وليس أي لاعب بعينه، هو من يتصدر المشهد. لاعبين مثل عثمان ديمبيلي، الذي سجل 25 هدفاً في ثلاثة أشهر فقط في عام 2025، قد حصلوا على الفرصة للظهور بأفضل ما لديهم.
وكذلك، تميز لاعبون آخرون مثل دوي، باركولا، فيتينيا، ويليان باتشو، ونونو مينديز، الذين قدموا أداءً جماعياً مبهراً في ظل القيادة الحكيمة لإنريكي.
أداء باريس سان جيرمان في موسم 2024-2025 يظهر تفوقاً واضحاً مقارنة بالموسم الماضي، فالفريق لم يخسر حتى الآن في الدوري الفرنسي، وبمعدل نقاط يبلغ 2.83 نقطة في المباراة الواحدة، وهو ما يعكس الانضباط التكتيكي الكبير.
وإذا أنهى الفريق الموسم دون هزيمة، فإنه سيحقق إنجازاً لم يحققه أي فريق في تاريخ الدوري الفرنسي، إذ كان نانت هو الفريق الوحيد الذي اقترب من تحقيق هذا الرقم في موسم 1994-1995.
أما في السياق الدولي، فقد يسجل باريس سان جيرمان أيضاً رقماً قياسياً في المباريات خارج أرضه، فإذا نجح الفريق في الحفاظ على سجله الخالي من الهزائم أمام نانت في 22 نيسان / أبريل، فإنه سيحقق أطول سلسلة من المباريات خارج أرضه في تاريخ الدوريات الخمس الكبرى، وهو ما يعادل الرقم القياسي الذي حققه ميلان في التسعينيات.
في غياب كيليان مبابي، أثبت باريس سان جيرمان أن قوتهم تكمن في الفريق ككل، فقد استعاد الفريق هيبته، وأصبح أفضل من أي وقت مضى تحت قيادة لويس إنريكي، الذي نجح في إعادة بناء الفريق على أسس جماعية محكمة، ومن خلال الأداء الجماعي الرائع، يسعى النادي الفرنسي لتحطيم الأرقام القياسية والتأكيد على أن "الفريق هو النجم".