لبنان

"حزب الله" يترقّب مفاوضات مسقط.. وبرّي يراها "مصيرية"

يترقّب اللبنانيون المفاوضات الأميركية - الإيرانية، ولا سيّما منهم الشيعة، لأن حصيلتها الإيجابية أو السلبية ستكون لها إرتدادات على الإقليم والعالم.

وفيما ترتفع وتيرة الضغوط الأميركية على "حزب الله"، تتجه كل الأنظار إلى ما ستثمره مفاوضات مسقط السبت بين أول دولتين لدودتين في العالم تعيشان على هذه المساحة من السخونة والتأهب منذ عقود طويلة.

ويتابع الأفرقاء في لبنان هذه المفاوضات وسط ضبابية المنحى الذي ستسلكه: حصول "وئام نووي" ورفع العقوبات عن إيران وعدم تحقيق مخطط بنيامين نتنياهو في شل قدراتها النووية والعسكرية والنفطية، أو التوجه إلى حرب مفتوحة بين أميركا وإيران، تصيب شظاياها وآثارها كل المنطقة؟

يصف رئيس مجلس النواب نبيه بري تلك المفاوضات، ردا على سؤال لصحيفة "النهار" بـ"المصيرية"، وفي ضوء حصيلتها سيتبين الخيط الأبيض من الأسود والمسار العام في المنطقة.

ويبقى الحدث محل رصد عند دوائر "حزب الله" في حال توجيه ضربات لإيران تشل كل المنطقة، مع إشارة مراقبين إلى أن هذه المواجهة بين الطرفين سترفع سعر برميل النفط إلى ألف دولار.

ويتوقف العقل الإيراني الهادئ عند درس غزة، على أساس أن استهداف بلاد فارس لن يقتصر على نظامها فحسب، بل سيشمل عشرات الملايين من شعبها.

وإن فتح النار عليها يوجه رسالة إلى المعنيين في المنطقة والعالم بحسب مصدر ديبلوماسي مفادها "لن أسقط وحدي".

والحال هذه، من المؤكد أن الحزب يتابع بعناية مسار مفاوضات مسقط، انطلاقا من الموقع الذي تحتله إيران في المنطقة، وهي دولة كبيرة وتواجه على لسان قيادي في الحزب "تهديدات كارثية أمام أميركا الدولة العظمى التي تحضر كل هذه الحشود في المنطقة بطريقة استثنائية".

من هنا يحرص الحزب على توصل المفاوضات إلى نتائج إيجابية. وفي رأيه أنها "إذا كانت عكس ذلك فلن يتهدد واقع المنطقة فحسب إنما العالم كله، لأن إيران ستستعمل قدراتها الصاروخية إذا استُهدفت، ولن يكون الأمر سهلا".

يعتقد الحزب أن الإيرانيين لا يستسهلون هذه الحرب، وفي المقابل، فإن الأميركيبن على الموجة نفسها، مع التوقف عند صدمة نتنياهو أمام الرئيس دونالد ترامب حيث "أراد أن يقول له إن ملف إيران عند الإدارة الأميركية وليس عندك، وهي صاحبة القرار فيه".

من هنا يأمل الحزب أن تسفر المحادثات عن نتائج إيجابية، لأن نجاحها سينعكس على لبنان. وإذا كان البعض يقول إن الأثمان المطلوبة من إيران ستؤدي إلى وقف دعم الحركات المقاومة، فإن هذا الموضوع لم يعد مطروحا في رأي مراقبين، باعتبار أن الأمور في فلسطين تجاوزت مسألة الدعم أو عدمه، وفي لبنان تبدلت بعد التغيير الذي حصل في سوريا، والتقارب الإيراني - الأميركي سيخلف مناخات إيجابية في لبنان لناحية خفض التوتر والتوجه إلى الإعمار من دون أي قيود. ولذلك فإن شيعة لبنان حرصاء على وصول تلك المفاوضات إلى نتائجة ملموسة.

ولم يعد خافيا أن همّ الإيرانيين هو رفع العقوبات عنهم، ولا يريدون الحصول على صورة اجتماع الأميركيين بهم.

ويذكر هنا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد تدخل في ولاية ترامب الأولى وتوصل إلى مبادرة من أربع نقاط حصلت أميركا على نقطتين منها، وإيران على اثنتين، إبان ولاية الرئيس حسن روحاني. وكان هناك إصرار لدى الأخير على الطلب من الأميركي إعلان رفع العقوبات.

يقرأون الآن