دولي

ماذا كشف تقرير إسرائيلي عن سلاح "حزب الله"؟

ماذا كشف تقرير إسرائيلي عن سلاح

نشر معهد "ألما" الإسرائيليّ للدراسات الأمنية والاستراتيجية تقريراً جديداً تحدّث فيه عن المسار الذي يسلكه الإيرانيون لتهريب الأسلحة إلى "حزب الله" في لبنان، وذلك بعدما باتت الطريق عبر سوريا مُقفلة إثر انهيار نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم 8 كانون الأول 2024.

ويقول التقرير إنه بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، اتخذ الإيرانيون قراراً استراتيجياً بمواصلة دعم حزب الله واستثمار موارد جديدة في جهود تعزيزه وإعادة بنائه، كاشفاً أن مستشارين إيرانيين من الحرس الثوري وصلوا إلى لبنان وهم يعملون حالياً بشكل وثيق مع عناصر حزب الله في إطار جهود تعزيز قوته المتجددة لا سيما في الجوانب العسكرية وأيضاً المدنية.

ويشير التقرير إلى أنَّ الإيرانيي و "حزب الله" يواجهون تحديات وصعوبات جمّة في عملية بناء القوة وإعادة بنائها، وأضاف: "من أبرز هذه التحديات انهيار الممر الإيراني الذي كان يمر عبر العراق وسوريا إلى لبنان. كان هذا الممر بمثابة بنية تحتية استراتيجية إيرانية تهدف إلى ترسيخ المحور الشيعي في العراق وسوريا ولبنان عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً ودينياً وأيديولوجياً. هذه البنية التحتية انقطعت وانهارت بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول الماضي".

وأضاف: "لمواصلة دعم حزب الله، مع التركيز على الدعم المالي والعسكري، اضطر الإيرانيون إلى إعادة حساب مسارهم. وبالتعاون مع حزب الله، بدأ الإيرانيون على ما يبدو، في ابتكار طرق بديلة لممر جديد لتسهيل نقل الأموال والأسلحة. بعض هذه الطرق استُخدمت سابقاً، وللإيرانيين معرفة وخبرة مسبقة، هذا بالإضافة إلى المعرفة والخبرة الواسعة المكتسبة من تشغيل الممر الإيراني الأصلي، الممتد لأكثر من 1800 كيلومتر، عبر العراق وسوريا إلى لبنان".

وتابع: "وعليه، يمكن القول إن هناك عدة خيارات متاحة للإيرانيين حالياً:

- الطريق البحري المباشر: ينطلق من إيران، ويمر عبر البحر الأحمر وقناة السويس، ويدخل البحر الأبيض المتوسط، ومنه مباشرة إلى لبنان.

- الطريق البحري المشترك (بحري - بري - بحري): يشمل هذا الطريق طريقاً بحرياً من إيران إلى السودان، ومن السودان، براً (ليبيا/مصر) إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، ومن ساحل البحر الأبيض المتوسط (ليبيا/مصر)، يستمر الطريق عبر البحر الأبيض المتوسط إلى لبنان.

وتستغل إيران حالة الفوضى في السودان لتعزيز تدخلها ونفوذها فيه. وفي تقديرنا، ازداد الاهتمام الإيراني بالسودان في ظل إغلاق الممر البري/الجوي/البحري عبر سوريا، وما نتج عنه من ضرر استراتيجي جسيم للنشاط والنفوذ الإيراني في سوريا.

ويبدو أن إيران مهتمة بإحياء الخيار السوداني كممر بديل محتمل، هذه المرة إلى لبنان، على غرار استخدامها السابق (بلغ نشاطها ذروته قبل حوالى 15 عاماً) للمنطقة الجغرافية السودانية كمنطقة مهمة لتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.

ولتحقيق هذا الهدف، بعد المرور عبر السودان، يمكن لإيران استخدام منطقتين جغرافيتين في بلدين: ليبيا، وهو احتمال كبير، ومصر، وهو احتمال أقل، وفق معهد "ألما".

وذكر التقرير أن تهريب الأسلحة من إيران إلى غزة كان يجري مروراً بالسودان ومن هناك إلى مصر، وشبه جزيرة سيناء، ومن هناك عبر معبر رفح المصري (ممر فيلادلفيا) إلى قطاع غزة (رفح غزة)، عبر الأنفاق والمعابر البرية. وبهذه الطريقة، هرّبت إيران مئات الصواريخ، ومئات قذائف الهاون، وعشرات الصواريخ المضادة للدبابات، وأطنانًا من المتفجرات إلى قطاع غزة.

يقرأون الآن