دخل ترند تحدي دواء "الباراسيتامول" الجزائر، بعد انتشاره في عدد من الدول، مخلفا رعبا بين الأولياء والسلطات، خاصة بعد تسجيل إصابة بأعراضه القاتلة.
وسجلت وزارة التربية الجزائرية دخول هذا التحدي حيث وجهت مذكرة "استعجالية" للمسؤولين على المستوى المحلي، تحذر فيها "من انتشار تحد في شكل ترند يدعى "تحدي البارسيتامول" وسط التلاميذ، ويتمثل هذا التحدي في تناول جرعات مفرطة من دواء البراسيتامول بهدف التباهي أو اختبار التحمل، وهي الأفعال التي قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة قد تتسبب في الوفاة".
وحسب نفس المراسلة، فقد أمرت الوزارة بـ"ضرورة إطلاق حملات تحسيسية تستهدف التلاميذ والأولياء لتحذيرهم من انتشار هذا التحدي، وتوفير المعلومات الصحية للمخاطر المحتملة من الإفراط في تناول دواء البراسيتامول".
وجاء هذا بعد انتشار خبر إصابة تلميذ في ولاية المدية (83 كيلومترا جنوب العاصمة الجزائر)، بأعراض الاستهلاك المفطر لدواء الباراسيتامول حيث نقل على جناح السرعة إلى المستشفى.
وخلق انتشار خبر تبني المراهقين في الجزائر، لهذا الترند الرعب على مواقع التواصل ".. يجب تدخل السلطات سريعا بالردع من أجل تفادي انتشار هذا الترند"، وقال آخر: " .. المراهقون صاروا يطبقون أي ترند يأتيهم، حتى لو كان ضارا بهذا الشكل".
ويخلف هذا "الترند" الذي انتشر في أميركا ثم أوروبا، وباقي دول العالم استياء عالميا، بسبب خطورته على الصحة العمومية بشكل مباشر، حيث تعالت المطالب بضرورة التدخل لوقفه، من خلال إجراءات منها منع تلك الفيديوهات المحرضة له، على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة "تيك توك".
من جهته صرح الدكتور المختص في الصحة العمومية محمد كواش، بأن "تحدي الباراسيتامول هو ببساطة تحد قاتل، لا يختلف عن تحديات أخرى لا تقل خطورة على حياة الأشخاص، مثلما كان الحال مع اللعبة الإلكترونية الحوت الأزرق، وتحديات الأماكن الوعرة كالمرتفعات، والقفز في البحر، وتسلق الأعمدة الكهربائية، وغيرها".
وأضاف المتحدث، بأن "هذه التحديات التي تنتشر بين المراهقين بشكل أكبر، بهدف جلب الاهتمام والتميز عن الآخرين، يمكن أن تكون لها عدة مخاطر".
ومما يذكر في هذا الشأن، أضاف، أن "الباراسيتامول هو الدواء الأكثر استهلاكا في العالم، إذ يستعمل للعلاج أو التخفيف من آلام الحمى، الرأس، العظام، الأذن، الأسنان، ومختلف أنواع الآلام الأخرى".
وعليه، أضاف الأخصائي، بأن "الباراسيتامول هو الأكثر تواجدا في السوق والأكثر تداولا في المنازل، حيث يشترى حتى بدون وصفة طبية".
وفي حالات الاستهلاك العادية للدواء، قال كواش "إن الباراسيتامول، له آثار جانبية يحذر منها الأطباء، منها تخريب خلايا الكبد، والإصابة بالقصور الكلوي، أما استهلاكه بجرعات مفرطة، كما هو الحال بالنسبة للتحدي المنتشر، فذلك مهلك وقاتل".
وبداية التسمم بالباراسيتامول، أضاف كواش "تنطلق بعد استهلاك 7 إلى 10 غرامات.. ومن أعراضه، التي تظهر بعد 24 ساعة هي التقيؤ، الغثيان، الاضطراب في التوازن، بعد ذلك تأتي مرحلة التهاب الكبد، وربما حتى أمراض القلب والشرايين، الطفح الجلدي، النزيف المعوي، الإسهال، آلام في المعدة والأمعاء، لتنتهي إلى أمراض مزمنة".
وعليه، دعا المتحدث إلى ضرورة "توخي الحذر من هذا التحدي الذي قد يكون وراءه أيضا غرض تسويقي لذات الدواء، حيث إن الأولياء مطالبين بالانتباه لأبنائهم، خاصة وأن الباراسيتامول يتداول كثيرا في البيوت، فيما يجب تظافر الجهود، ومنها جهود وزارة الصحة، بعدم بيع هذا الدواء دون وصفة طبية، وكذا تنظيم حملات تحسيسية جوارية".