العراق

على وقع التوترات.. تأهب في بغداد لاستقبال زعماء عرب

على وقع التوترات.. تأهب في بغداد لاستقبال زعماء عرب

تواصل الحكومة العراقية استعداداتها المكثفة لاستضافة القمة العربية المقررة في 17 آيار/مايو في العاصمة بغداد، لبحث القضايا المحورية التي تهم الدول العربية، وتعزيز مسارات التنسيق والتضامن في مواجهة التحديات المشتركة.

وبدأت منذ أشهر التحضيرات اللوجستية لهذه القمة، من أماكن استضافة الزعماء والوفود العربية التي ستشارك وصولاً لقاعة المؤتمر، وإرسال مبعوثين عن الحكومة العراقية إلى الزعماء العرب لاطلاعهم على الأجندة وأهم الملفات التي سيتم مناقشتها واتخاذ التوصيات الخاصة بها، بحسب مصادر مطلعة.

وأكدت المصادر، أن "لجنة من الجامعة العربية برئاسة مساعد الأمين العام للجامعة، حسام زكي، اطلع على مجمل الاستعدادات اللوجستية والفنية لاستضافة القمة، وأبدى الوفد ارتياحاً إزاء الإجراءات التي اتخذتها بغداد في ذلك"، فيما رجحت المصادر عدم اعتذار أي زعيم عن حضور القمة.

أزمات متشابكة

و"تتأهب بغداد، لاستقبال القادة والزعماء العرب في أجواء آمنة وتنظيم رفيع المستوى، لبحث القضايا المحورية التي تهم الدول العربية كافة، وتعزيز مسارات التنسيق والتضامن في مواجهة التحديات المشتركة"، وفق مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية، فرهاد علاء الدين.

وأضاف علاء الدين، أن "الحكومة العراقية - بتوجيه من رئيس الوزراء - تواصل استعداداتها المكثفة لاستضافة القمة العربية المرتقبة في العاصمة بغداد، وذلك في إطار التزام العراق بدوره الريادي وحرصه الثابت على تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك".

وأشار المستشار الحكومي، إلى أن "استضافة بغداد لهذه القمة تأتي تأكيداً على ما تنعم به من استقرار أمني وسياسي، وما تمثله من مساحة جامعة للحوار والتقارب، في وقت تشهد فيه المنطقة أزمات متشابكة تستدعي مواقف موحدة ورؤى مسؤولة".

ملفات متضادة

ويمثل انعقاد القمة العربية في بغداد الشهر المقبل، "تحرك مهم في دور العراق الإقليمي وتحديداً على مستوى الملفات المستجدة في المنطقة، لكن هناك العديد من التحديات التي قد تواجه العراق في سياق إقامة هذه القمة"، بحسب أستاذ العلاقات الدولية، فراس إلياس.

وكشف إلياس، لشفق نيوز، أن "أحد أبرز هذه التحديات هي في كيفية الموازنة بين الملفات المتضادة بين دول المنطقة وتحديداً في الملف السوري والليبي والسوداني، كما أن نجاح العراق في إشراك سوريا في اجتماعات القمة يمثل تحدٍ آخر يضاف إلى التحديات التي سوف تواجهها حكومة السوداني".

لكن رغم ذلك، أكد إلياس، أن "فرص نجاح العراق في إقامة هذه القمة كبيرة، خصوصاً وأن هناك توجه عربي كبير في دعم هذا المسعى الحكومي العراقي، وأن هذا النجاح سيعزز من دور العراق على مستوى ملفات المنطقة والتحديات التي تواجهها".

تراجع دبلوماسي

ويعزز إمكانية نجاح إقامة هذه القمة، إلى "القدرة التي يمتلكها العراق على المستوى الفني ونجاحه في التجمعات الدولية السابقة وفي قمة بغداد في عهد حكومة الكاظمي، خصوصاً مع التطور الحالي في البنى التحتية واستعادة الأجهزة الأمنية والمؤسسات الإدارية لدورها"، وفق رئيس المركز العربي الأسترالي للدراسات الاستراتيجية، أحمد الياسري.

وذكر الياسري، أن "الظروف الموضوعية مهيئة لإنجاح القمة، في ظل وجود أطراف عربية تسعى لإنجاحها وعلى رأسهم الأردن ومصر اللتين يتمتعان بحضور قوي في المجموعة العربية وهذا سينعكس على القمة في العراق".

أما على المستوى الدبلوماسي العراقي، رأى الياسري، أن "الدبلوماسية في عهد السوداني صحيح خطابها هادئ وناجح بامتصاص الأزمات والوقوف في المساحة الرمادية، لكن يلاحظ وجود ضعف في حركتها وتراجع خاصة مع المجموعة العربية الخليجية".

جدلية "الشرع"

وفي سياق التحديات التي تواجه قمة بغداد، "تبرز قضية سوريا والجدل الداخلي حول دعوة الرئيس السوري أحمد الشرع"، وفق الياسري، مبيناً أن "دعوة الشرع للحضور إلى بغداد هي قضية بروتوكولية وليس لها علاقة بالصراعات الأمنية التي حصلت بين البلدين في الفترة الماضية".

ومن بين الملفات المتضاربة التي قد تخلق توتراً في القمة، توقع الياسري، "حصول تباين في مواقف الدول الخليجية بما يرتبط بالصراع مع إيران وخشية بعض الدول مواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لذلك ربما ستحاول إضعاف تمثيلها الدبلوماسي في القمة لكي لا تستفزه ويعتبر هناك دور لإيران في إدارة هذا الموضوع كون القمة ستعقد في العراق".

وهو ما يتطلب - بحسب الياسري – من المنظم والفاعل العراقي "تحديد الجوانب الفنية على أعلى مستوى لتكون متميزة، وكذلك التغطيات الإعلامية والحضور النوعي والتركيز على حضور القيادات الهرمية ورؤساء الدول، وليس وزراء الخارجية فقط".

وزاد بالقول: "إضافة إلى البرامج التي سيتبناها العراق لطرحها في القمة من الملف النووي وأهمية استقرار المنطقة، ورفض عملية تهجير الفلسطينيين، ومحاولة الخروج بقرارات لرفض احتلال جنوب لبنان ومنطقة جبل الشيخ في سوريا، فهذه قضايا محورية تهم أمن المنظومة العربية بشكل عام".

يذكر أن وزير الخارجية، فؤاد حسين، أكد في شهر شباط/فبراير الماضي بمقابلة مع قناة "فرانس 24"، إن "القمة التي سيحتضنها العراق في آيار/ مايو المقبل، ستشهد توجيه الدعوة لجميع قادة الدول العربية بمن فيهم الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع".

وكان السوداني، أعلن أن بغداد ستستضيف القمة العربية الـ34 في 2025، بعد موافقة الجامعة العربية للطلب الذي تقدم به خلال قمة الرياض في أيار/مايو عام 2023، وتنازل سوريا عن استضافة الدورة المقبلة لصالح العراق.

وأكد السوداني، أن بغداد ستكون منبراً لتعزيز التعاون العربي ومواجهة التحديات، مجدداً التزام العراق بدعم القضايا العربية والعمل على إنجاح القمة وتقديمها كمنصة لتحقيق الاستقرار والتنمية.

يقرأون الآن