عاود المعتقلون بسجن رومية بلبنان مناشدة السلطات السورية لإيجاد حل لوضعيتهم الصعبة سيما وأنهم سجنوا على خلفية أراء سياسية مناهضة للنظام السابق بشار الأسد وبسبب انتماء بعضهم لجهة النصرة هيئة تحرير الشام حاليا ولم تتلوث اياديهم بقتل السوريين الأبرياء وفق قولهم، وفقاً للمرصد السوري.
وأكد أحد سجناء الرأي للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى دمشق اليوم عاودت فتح باب الأمل لنقلهم إلى سوريا ومحاسبتهم هناك إن ثبتت إدانتهم، لافتا إلى أنهم لا يخشون طريق العدالة في بلدهم بعد سقوط النظام،” نخاف أن يستمر سجننا ظلما هنا، اعتقالنا كان بسبب دعمنا لمطالب شعبنا ورفضنا للنظام السابق، لايمكن أن نٌجازى هكذا، هناك من ترك إبنته بعمر الشهرين واليوم لايعرف ملامحها كبرت ولم يشهد مراحل طفولتها”.
وأفاد بأن هؤلاء لم يندموا أبدا على مساندة الثورة سيما وأن أغلبهم من أبناء المناطق الحدودية التي حاول حزب الله السيطرة عليها ولكنهم تمسكوا بالمقاومة ما كلفهم هذا السجن والتنكيل والاتهامات الخطيرة التي تصل الإرهاب.
ويناشد هؤلاء المرصد السوري لحقوق الإنسان لاستمرار دعمهم وإسماع صوتهم ومناصرة قضيتهم للافراج عنهم أو إعادتهم إلى بلدهم للمحاكمة العادلة على يد قضاء نزيه وشفاف.
ولازال التحرك في ملف المعتقلين السوريين في سجن رومية بلبنان مخيبا لتطلعات هؤلاء الذين يتعايشون مع واقع صعب ولا اهتمام بملفهم الحارق.
ويجدد المرصد السوري لحقوق الإنسان تذكيره بمساندته للمعتقلين ومن يخوضون معركة الحرية برغم التجاهل، ويؤكد أن الحكومة السورية الحالية والرئيس أحمد الشرع يعرفان جيدا ماعاشه الشعب السوري من تنكيل واضطهاد في مختلف بلدان اللجوء ويؤكد أن المعتقلين في لبنان كانوا ضحايا لتوافق سياسي بين النظام السوري البائد وحزب الله وزج بهم في السجن بسبب انتماءات لجهة النصرة أو هيئة تحرير الشام حاليا.
ويدعو دمشق إلى إيلاء هذا الملف الأهمية القصوى وتطبيق الاتفاق الذي حصل بين البلدين لتسليمهم لبلادهم واستكمال محاكمتهم أو إتمام فترة العقوبة المحكوم بها في سوريا.
ويؤكد المرصد السوري أن الملف يجب أن تتعجل معالجته وفق مقتضيات العدالة ودون تأجيل.
وبجدد التذكير أن هؤلاء يقاومون في ظل الاكتظاظ وظروف الاحتجاز الصعبة علاوة على استمرار تعرض العديد منهم للاعتقال والاحتجاز التعسفي.
وسجن “رومية” وهو أكبر السجون في لبنان تجاوز طاقته الاستيعابية بثلاثة أضعاف، إذ إنّ السجن مشيد لاستيعاب 1200 سجين فقط، بينما يضم حاليًا نحو 4,000.
وبحسب المرصد، يُحتجز السوريون بسبب جرائم مزعومة ارتُكبت في سوريا ليس في بيروت.