لبنان

مؤتمر بغداد٢ ينطلق.. هل ينسج حلولا متقدمة للبنان؟

مؤتمر بغداد٢ ينطلق.. هل ينسج حلولا متقدمة للبنان؟

"خلَّي عينك على العراق"، الجملة الشهيرة للرئيس كميل شمعون، الذي لطالما اتقن جيدا دراسة الخرائط الجيو - سياسية وتأثيرها على الدول وأنظمتها ومنها لبنان، حيث انطلق شمعون من فكرة "عراق قوي، لبنان مستقر"، ليؤكد هذا الترابط السياسي بين الدولتين.

اليوم، يحضر لبنان بأزماته وفراغه الرئاسي على الطاولة العراقية في مؤتمر "بغداد٢"، والذي يضمّ كلّا من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران والبحرين والأردن والعراق إلى جانب فرنسا.

ولكن ما هي حصّة لبنان الغائب - الحاضر في جدول أعمال هذا المؤتمر؟ وهل تُحرك مساعي الدول لا سيما فرنسا المياه الراكدة في بحر الازمات اللبنانية؟!

يؤكد العميد الركن خالد حمادة، في حديثه لـ "المركزية" أنّ "لبنان سيكون حاضرا على جدول أعمال المؤتمر، كما أنّه لن يغيب عن بيانه الختامي، لكن في المقابل يرى، أنّه ورغم مشاركة معظم الدول المؤثرة في الوضع اللّبناني، من فرنسا والسعودية وإيران، الّا أنّ المؤتمر لن يخرج بحلول متقدّمة للوضع القائم، خصوصا أنّ الأنباء لغاية الآن تشير الى أنّ إيران ستشارك على مستوى وزير الخارجية، وتاليا فإنّ التمثيل على هذا المستوى لن يخرج عن سقف المحادثات والتشاور وربما التأكيد على عناوين عامة".

وعليه، يدعو العميد حمادة اللبنانيين "الى عدم الرهان على هذا المؤتمر، لأنه لن يخرج عن مسلّمات سبق أن كانت مخرجا في العديد من المؤتمرات التي أجريت سواء في قطر أو السعودية أو تلك التي شارك فيها ماكرون والادارة الأميركية.. ولن يخرج أيضا عن الأفكار السابقة وأبرزها: الالتزام بإتفاق الطائف، انتخاب رئيس للجمهورية، السير بالاصلاحات الهيكلية المطلوبة، وكذلك اصلاح القطاع المصرفي..".

ويؤكد العميد حمادة أن سمة المراوحة ستطبع مجريات المؤتمر، طالما أنه لن يكون هناك أي إرادة لبنانية للخروج من هذا المأزق.

عبد اللّهيان

وتعليقا على رسائل وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان التي استبقت انعقاد المؤتمر، والتي أكد فيها استعداد بلاده لاستئناف العلاقات الديبلوماسية مع السعودية، وأنّ مؤتمر بغداد 2 يمكن أن يكون خطوة للخروج من الأزمات الحالية، وضع حمادة هذا الكلام في الاطار العام الذي سبق وسمعناه من الجمهورية الاسلامية مرات عدّة في حين بقيت اللّقاءات، ونتائج اللّقاءات السعودية الايرانية في مكانها!

وبرأي حمادة، فإن "المسؤولين في ايران لن يخرجوا من الأزمات عن طريق القاء اللّوم على الأطراف الأخرى بأنها لا تتفاعل معهم ولا تفهمهم، فيما الواقع يشير الى أنّ طهران دولة معتدية على العالم العربي من اليمن الى السعودية والامارات ولبنان وسوريا، وبالتالي لا يمكن أن تلقى أي تجاوب من قبل المملكة العربية السعودية إن لم تصحح مسارها في المنطقة، عبر وقف نشاطها العدواني، المتمثل بتصدير الميليشيات وغيرها من الخطوات العدائية والتي تؤثر ايضا على لبنان الذي يُعد من الدول المتأثرة بشكل كبير بهذا الصدام الاقليميّ القائم".

سمر الخوري - المركزية

يقرأون الآن