أعلنت مجموعة "علي بابا" الصينية عن تحديث جديد لنموذجها الرائد للذكاء الاصطناعي "كيوين" (Qwen)، في سياق تعزيز حضورها في سوق الذكاء الاصطناعي المتسارع النمو، وذلك بعد بروز نموذج "ديبسيك" القوي.
وكشفت الشركة يوم الثلاثاء عن سلسلة النماذج "Qwen3"، مؤكّدة أنها تقدم أداءً منافساً لـ"ديبسيك" في مجالات مثل الرياضيات والبرمجة، مع تقليل كبير لتكاليف النشر مقارنة بالنماذج الضخمة الأخرى.
تضمّ سلسلة "Qwen3" نوعين من النماذج بتقنية "مزيج الخبراء" (MoE)، وهي نفس المنهجية المستخدمة حديثاً من قبل "أنثروبيك"" و"غوغل"، والتي تسعى لمحاكاة آلية التفكير البشري الهجينة في التعامل مع المشكلات.
تعتمد تقنية "MoE" على تقسيم المهام إلى وحدات أصغر يعالجها متخصّصون افتراضيون، ممّا يعزز الكفاءة ويُسرّع معالجة البيانات، وهي نفس التقنية التي تبنتها "ديبسيك" وعدد من المطورين الآخرين.
منذ أن تفوقت "ديبسيك" على "أوبن إيه آي" بنموذج ذكي تم تطويره بتكاليف محدودة، تصاعدت المنافسة في داخل الصين مع إطلاق العديد من خدمات الذكاء الاصطناعي المنخفضة الكلفة بوتيرة متسارعة.
وفي هذا السياق، كانت "علي بابا" قد أطلقت أخيراً نموذج "Qwen 2.5"، القادر على التعامل مع النصوص، الصور، الصوت والفيديو، ويتميز بكفاءة عالية تمكّنه من العمل على الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة، كما طرحت نسخة محدثة من تطبيق مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص بها "Quark" في آذار/ مارس الماضي.
في الأشهر الأخيرة، أطلقت كبرى شركات التكنولوجيا مثل "أوبن إيه آي"، "غوغل" و"أنثروبيك"، نماذج جديدة لتعزيز حضورها في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي تحول لافت، أعلنت "أوبن إيه آي" نيتها إصدار نموذج "أكثر انفتاحاً" يحاكي التفكير البشري خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد أن اتجهت "ديبسيك" و"علي بابا" إلى تطوير نماذج مفتوحة المصدر.
من جهتها، أكدت "علي بابا" يوم الثلاثاء أن جميع نماذج "Qwen3" ستكون متاحة كمصدر مفتوح.
تبني "علي بابا" استراتيجيتها الجديدة في الذكاء الاصطناعي على أساس نموذج "كيوين". وفي شباط/ فبراير الماضي، أعلن الرئيس التنفيذي إيدي وو أن الذكاء الاصطناعي بات "الهدف الرئيسي" للمجموعة؛ وهو توجّه يُشير إلى التركيز على بناء أنظمة قادرة على التفكير بطريقة مشابهة للبشر.
هذا التحول الاستراتيجي ساعد المجموعة على استعادة جزء من زخمها بعد فترة من الاضطرابات المرتبطة بخلافات بين مؤسّسها "جاك ما" والحكومة الصينية حول سياسات تنظيم القطاع الخاص، وهو ما أدى إلى تراجع ظهوره العلني لعدة سنوات.
وفي خطوة تعكس انفتاحاً حكومياً جديداً، شارك جاك ما خلال شباط/ فبراير الماضي في اجتماع رفيع المستوى، جمع كبار رواد الأعمال مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، لمناقشة مستقبل الابتكار التقني. وقد اعتُبر هذا الاجتماع إشارة مهمة إلى دعم بكين المتجدد للقطاع الخاص، الذي يُعدّ ركيزة حيوية لإنعاش الاقتصاد الصيني، ثاني أكبر اقتصاد عالمياً.