أكد العميد ركن صبحي ناظم توفيق، الخبير والمؤرخ العسكري المتخصص في المتفجرات، أن هناك أوجه تشابه بين انفجار ميناء بندر عباس ومرفأ بيروت الذي وقع قبل سنوات.
وقال إنه "في بندر عباس، توجد مادة الأمونيوم المخزنة في مستودعات غير آمنة، وهي تستخدم في صناعة أو إنتاج الوقود الصلب والسائل، وكانت مستوردة من الصين. لكن السؤال هنا لماذا تبقى هذه المواد القابلة للانفجار أو للاحتراق تحت الظروف الحالية التي تمر بها إيران، وبالتأكيد، تُدرك الاستخبارات والمخابرات الإيرانية جيدًا أن هناك من يراقب السفينة الصينية التي نقلت 950 طنا من هذه المواد إلى هناك قبل أسبوعين".
وأضاف: "هنالك احتمال كبير أن يكون الانفجار ناجما عن تدخّل مخابرات أجنبية وغالبا هي الموساد وربما أميركية، وإن لم تكن وراء الحادث، فهذا يعني أن السبب هو إهمال من قبل العاملين والمسؤولين للحرس الثوري مثل الذي كان موجودا لدى الجماعات الأمنية المسؤولة عن مرفأ بيروت التابعة لحزب الله".
وبالنسبة للسيناريوهات المحتملة لآلية تنفيذ الانفجار إن كان مفتعلاً، أجاب: "الجانب الإسرائيلي سرب تقريراً يتحدث عن ضفادع قوات خاصة إسرائيلية مؤهلة ومدربة ومجهزة لهذا الغرض، وتمتلك إمكانية التشويش لمدة ساعة ونصف، لرمي قنبلة صغيرة في المكان المستهدف".
وتابع: "الحديث عن سبب حدوث هذا الانفجار هو ارتفاع درجة حرارة الهواء غير دقيق، ففي هذا الوقت من السنة وبالمناطق القريبة من خط الاستواء، وخصوصاً حول الخليج، لا تزيد الحرارة عن 40 درجة، فهل ذلك كاف لوقوع انفجار في مستودعات ينبغي أن تكون محكمة ومكيفة بالتأكيد؟ الجواب لا طبعا".
وحول تزامن توقيت هذا الانفجار مع موعد عقد المفاوضات الإيرانية الأميركية في مسقط يوم السبت 27 آذار/ مارس الماضي، قال توفيق: "إذا كان هنالك سبب مفتعل أو مسؤول وراء الحادث، فذلك يعني أنه يوجه رسالة مفادها: نحن هنا في أرض إيران نفعل ما نشاء في أي وقت نريده، وسنعرقل هذه المفاوضات ولن تنجح إلا وفقاً لرغباتنا أي الرغبة الإسرائيلية في أن تكون القدرات النووية الإيرانية، بما في ذلك المفاعلات النووية، صفرًا. اليوم نعلم أن إيران امتلكت تخصيبًا بمستوى يصل إلى 60%".
وفيما يتعلق بإمكانية إسرائيل قصف المفاعلات النووية الإيرانية، أوضح أن "تل أبيب لا تمتلك القدرة والوسائل التي يمكن أن تدمر بها هذه المفاعلات إلا بتدخل الولايات المتحدة عبر قاذفاتها بي-52 أو بي-1 أو بي-2 الشبح، فالطائرات الإسرائيلية بأنواعها خاصة الهجومية الأرضية لا يمكنها أن تدمر سوى مداخل ومخارج المفاعلات النووية، لأنها تستطيع فقط حمل قنابل خارقة للعمق تزن طنًا واحدًا، بينما تدمير المفاعل من الداخل يحتاج إلى قنابل تسمى بـ "أم القنابل" تزن 13 طناً".