أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس، أن أكثر من نصف الأسر في اليمن لم تتمكن من تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية خلال شهر مارس الماضي، وحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في جميع أنحاء البلاد، وسط تصاعد الصراع ونقص التمويل.
وكشف تحديث أصدره البرنامج حول الأمن الغذائي في اليمن عن أن الحرمان الغذائي عرف «ارتفاعاً حاداً على أساس سنوي»، مؤكداً استمرار التدهور وتزايد الصعوبات التي تواجه الأسر في تلبية احتياجاتها الأساسية.
وأفاد البرنامج بأن شهر رمضان ودفع الرواتب الجزئية وفّرا بعض «الراحة المؤقتة للأسر»، لكن التحسن الموسمي الذي لوحظ كان أضعف مقارنة بالسنوات السابقة.
كما عد البرنامج التدهور الاقتصادي المطول والنقص الحاد في التمويل الإنساني من العوامل الرئيسية التي أدت إلى الحالة التي يعيشها اليمن، مشيراً إلى أن محدودية سبل العيش والظروف الشبيهة بالجفاف تؤثر «سلبا» على القطاع الزراعي، وتسهم في تفاقم الأزمة.
وأشار البرنامج إلى أن نصف الأطفال اليمنيين دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية، فيما يواجه ما مجموعه 3.5 مليون طفل وامرأة خطر سوء التغذية الحاد.
في سياق متصل، تواصل جماعة الحوثي انتهاكاتها الممنهجة ضد النساء في اليمن، حيث تم توثيق اعتقال أكثر من 2500 امرأة منذ عام 2017، وسط اتهامات باستخدام التعذيب والأحكام الجائرة التي وصلت إلى الإعدام، وتتصاعد التحذيرات الحقوقية بشأن جرائم فصل الأطفال حديثي الولادة عن أمهاتهم.
واعتبرت منظمة «نساء من أجل السلام» الحقوقية في اليمن أن هذه الممارسات سقوط أخلاقي غير مسبوق وتشكل تهديداً خطيراً للمجتمع، وقالت الناشطة السياسية اليمنية نورا الجروي رئيسة المنظمة، إن الوضع الإنساني كارثي خاصة فيما يتعلق بالنساء بعد توثيق تعرض أكثر من 2500 امرأة للاعتقال، ولا تزال الانتهاكات مستمرة، وتستهدف جماعة الحوثي الإرهابية النساء بشكل ممنهج، بسياسات قمعية، وصلت إلى إصدار أحكام بالإعدام على ست سيدات.
وقالت الجروي لـ«الاتحاد»: «إن النساء المعتقلات يتعرضن لظروف قاسية في السجون، بما في ذلك التعذيب النفسي والجسدي، وبعضهن حوامل، ويتم فصل الأطفال حديثي الولادة عن أمهاتهم ونقلهم إلى أماكن مجهولة.
وأضافت أن الحوثيين يستخدمون النساء كورقة ضغط سياسية وعسكرية، مستغلين قضاياهن لتشويه صورتهن الاجتماعية، باتهامات أخلاقية باطلة، تُلصق بهن بهدف عزلهن اجتماعياً، في محاولة يائسة لكسر إرادتهن وإسكات أصواتهن.
وأوضحت الناشطة اليمنية: «نحن في منظمة تحالف نساء من أجل السلام ورابطة حماية المعنفات والناجيات من سجون الحوثي، نسعى لرصد وتوثيق جرائم العنف ضد النساء، وهدفنا تقديم الدعم للناجيات، وضمان أن تصل أصواتهن إلى العالم، وما ترتكبه جماعة الحوثي بحق النساء جريمة حرب يجب أن يتصدى لها المجتمع الدولي بحزم».