كشف مسؤولون أمريكيون أن نظام الدفاع الجوي باتريوت الذي كان متمركزاً في إسرائيل سيتم إرساله إلى أوكرانيا بعد تجديده، لينضم إلى ثمانية أخرى موجودة بالفعل لحماية كييف، في وقت يناقش حلفاء كييف الغربيون اللوجستيات الخاصة بنقل نظام عاشر من ألمانيا أو اليونان.
ورفض المسؤولون الحديث عن وجهة نظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قرار نقل المزيد من أنظمة باتريوت إلى أوكرانيا، ولم يعلقوا على ما إذا كان القرار قد اتخذ قبل توليه منصبه، خلال إدارة جو بايدن.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، يُعدّ نظام باتريوت التاسع لأوكرانيا القادم من إسرائيل، والذي يخضع للصيانة والتحديث، طرازاً قديماً. ومن المتوقع تسليمه إلى أوكرانيا بحلول هذا الصيف. وتمتلك ألمانيا واليونان معاً نحو 15 نظام باتريوت، وفقاً لنيويورك تايمز.
وقالت كاترينا ستيبانينكو، المحللة الروسية في معهد دراسة الحرب، وهي منظمة مقرها واشنطن: إن الضربات الروسية المتزايدة ربما كانت تهدف جزئياً إلى استنزاف بعض الدفاعات الجوية والمخزونات الأوكرانية.
ـ وجهة نظر ترامب
بدوره، قال جيمس هيويت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: إن المجلس لا يقدم تفاصيل عن قوة أنظمة الدفاع ومواقعها. وأضاف: «الرئيس ترامب كان واضحاً حول مسعى إنهاء الحرب في أوكرانيا ووقف القتال».
وأشارت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان إلى أنها: «تواصل توفير المعدات لأوكرانيا من الطرود المعتمدة مسبقاً».
ويأتي التسليم، الذي لم يتم الإعلان عنه من قبل، في الوقت الذي كثفت فيه روسيا هجماتها على أوكرانيا، بما في ذلك الهجوم الصاروخي على كييف في 24 إبريل والذي كان الأكثر دموية منذ الصيف الماضي.
ـ 10 أنظمة لكييف
وقبل عام، واجه الحلفاء صعوبة في تلبية طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالحصول على سبعة أنظمة باتريوت. ورغم أن أوكرانيا تمتلك الآن ثمانية أنظمة، فإن ستة منها فقط تعمل.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين: إن النظامين الآخرين قيد التجديد. ومع النظام الإسرائيلي، والنظام الألماني أو اليوناني، سيكون لدى أوكرانيا عشرة أنظمة باتريوت إجمالاً، مخصصة بشكل أساسي لحماية العاصمة كييف.
ومع تكثيف روسيا لهجماتها الأخيرة، خففت تصريحات ترامب العلنية الأخيرة بشأن الحرب لصالح أوكرانيا. حيث عقد لقاءً ودياً مع زيلينسكي على هامش جنازة البابا فرنسيس بروما نهاية الأسبوع الماضي، بعد لقاءٍ كارثيٍّ في فبراير/ شباط في المكتب البيضوي.
وقد خفّف ترامب من حدة خطابه السلبي تجاه زيلينسكي، وتساءل عن جدية روسيا في محادثات السلام، ثم جرى توقيع اتفاقية معادن مؤجلة مع أوكرانيا يوم الأربعاء، ما يمهد الطريق لمزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية.
وقال زيلينسكي للصحفيين في كييف السبت: إن صفقة المعادن قد تعني أن الولايات المتحدة سترسل المزيد من أنظمة الدفاع الجوي.
ـ قانونية إرسال الأنظمة
وبموجب قواعد التصدير الأمريكية للمعدات الدفاعية الحساسة، يجب على الولايات المتحدة الموافقة على أي نقل لأنظمة صواريخ باتريوت أمريكية الصنع إلى أوكرانيا، حتى لو كانت قادمة عبر دول أخرى. وتعد هذه الأنظمة نادرة. ومنذ بداية الحرب، طالب زيلينسكي مراراً وتكراراً بمزيد من أنظمة باتريوت، مؤكداً أنها ضرورية للدفاع عن بلاده.
ويتكون كل نظام باتريوت أرض-جو من بطارية مزودة بنظام رادار قوي وقاذفات متحركة تطلق صواريخ لاعتراض المقذوفات القادمة.
وأرسلت الولايات المتحدة نظام باتريوت إلى أوكرانيا لأول مرة في إبريل/ نيسان 2023. وبحلول يناير/ كانون الثاني 2024، كان هناك بالفعل نقص في الصواريخ.
ومنذ توليه منصبه، تجاهل ترامب علناً طلبات زيلينسكي لشراء المزيد من صواريخ باتريوت، التي عرض زيلينسكي شراءها مؤخراً. وعندما سُئل عن طلب زيلينسكي قبل ثلاثة أسابيع تقريباً، قال ترامب: إن الزعيم الأوكراني «يسعى دائماً لشراء صواريخ».
ـ زيادة الهجمات الروسية
لكن روسيا زادت من هجماتها على المدن الأوكرانية ــ بما في ذلك هجوم بطائرة بدون طيار على كييف الأحد أدى إلى إصابة 11 شخصاً ــ منذ بدأت الولايات المتحدة دفع محادثات السلام في فبراير/ شباط.
وفي 24 إبريل/ نيسان، أسفر صاروخ باليستي روسي عن مقتل 13 شخصاً وإصابة ما يقرب من 90 آخرين في كييف. وفي هجوم نادر على بوتين، كتب ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي: «فلاديمير، توقف!». وقال لاحقاً، إنه لا يوجد سبب يدفع الرئيس الروسي لإطلاق الصواريخ على المناطق المدنية. واستطرد: «هذا يجعلني أعتقد أنه ربما لا يريد وقف الحرب».
وقال وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو: إن البلاد تفتقر إلى الدفاعات الجوية اللازمة لإسقاط هذا العدد الكبير من الصواريخ والطائرات بدون طيار. وفي الليلة التالية، جدد زيلينسكي عرضه لشراء صواريخ باتريوت. وقال: «نحن مستعدون لشراء العدد اللازم من أنظمة باتريوت لبلادنا. الأمر لا يتعلق بالمنحة».
وفي حين أن أوكرانيا لا تزال تتلقى الأسلحة المسموح بها في عهد بايدن، فمن المتوقع أن تنتهي هذه الإمدادات الصيف الجاري. وتبلغ كلفة بناء أنظمة باتريوت مليار دولار على الأقل، وتحتاج إلى قوة تشغيلية بشرية مكونة من 90 جندياً.
وتشير البيانات إلى أن نحو 186 نظام باتريوت قيد التشغيل في جميع أنحاء العالم. وتمتلك الولايات المتحدة نحو ثلث هذه الأنظمة، وتم إرسال عشرات من صواريخ باتريوت إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ بسبب التهديدات من جانب الصين وكوريا الشمالية، على الرغم من أن الولايات المتحدة نقلت واحدة إلى الشرق الأوسط لحماية إسرائيل. وتملك الدول الحليفة الأوروبية نحو 40 نظاماً، بما في ذلك الأنظمة الثمانية الموجودة حالياً في أوكرانيا.