على أصوات موسيقى حماسية تعبر عن أجواء رياضية وبملابس رسمية لم تخل من رابطتي العنق استعرض الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني مهارتهما في لعبة كرة السلة.
فيديو لثوان محدودة نشره وزير الخارجية السوري عبر حسابه على تطبيق "إنستغرام" قدم فيه وجها آخر له وللشرع مع فاصل مهاري من ممارسة كرة السلة.
المقطع الذي نشره الشيباني تحت عنوان "على هامش معركة بناء وطننا"، ظهر فيه مرتديا ملابس رسمية لكن مع حذاء رياضي بينما حافظ الشرع على كافة ملابسه الرسمية غير أنه قدم فاصلاً من الأجواء الاحتفالية مع كل رمية يسجلها.
ولم يتضح موقع الملعب الذي ظهر فيه الرئيس السوري ووزير الخارجية إلا أنه من المرجح أن يكون في نطاق القصر الرئاسي بدمشق.
وقبل أيام، دانت الرئاسة السورية قصفاً إسرائيلياً طاول القصر الرئاسي معتبرة أنه "تصعيد خطر" ضدها، وذلك بعد إعلان تل أبيب استهداف "المنطقة المجاورة" للقصر السوري كتحذير للسلطة السورية من تهديد الأقلية الدرزية، بعد اشتباكات دامية تسببت بأكثر من 100 قتيل خلال يومين. وطالبت دمشق المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه "الاعتداءات العدوانية".
وفي أبريل (نيسان) الماضي، نشرت مجلة "إيكونوميست" افتتاحية حملت في طابعها استطلاعاً للرأي يتحدث عن تفاؤل السوريين بالإدارة الجديدة بعد أربعة أشهر من سقوط النظام السوري، وضمن الاستطلاع أوردت كثيراً من الأرقام المئوية الشاملة التي خلصت إليها، مما أفضى إلى اجتزاء جزء من تلك الأرقام وتعميمه وترويجه على نطاق واسع من قبل قنوات وصفحات ومواقع إلكترونية متحالفة مع السلطة الجديدة وبما يصب في مصلحتها، في محاولة لإظهار حال الانتصار حسب المسح الميداني بما يشبه مخاطبة العقل الجمعي للمتلقي، متغافلين عن فقرات أوسع وأكثر أهمية وحساسية جاءت ضمن الاستطلاع ولم تكن في مصلحة النظام الجديد، مما أحدث حالاً من الإرباك لمن تمكن من الاطلاع على التقرير كاملاً.
جاء في الاستطلاع أن 81 في المئة يوافقون على حكم أحمد الشرع، و70 في المئة عبروا عن تفاؤلهم بالاتجاه العام الذي تسير به البلاد، كذلك أعربت أعداد كبيرة عن شعورها بأن النظام الجديد أكثر أماناً، وأكثر حرية وأقل طائفية من حكم بشار الأسد.
وركز التقرير بحسب من استطلع آراءهم أن أكثر من 90 في المئة من السنة يطلبون العودة الجزئية أو الكاملة لتطبيق الشريعة الإسلامية، وهو أمر لم يحدث في سوريا منذ سقوط الخلافة العثمانية قبل أكثر من قرن من الزمن، ومقابل ذلك يطمح سبعة في المئة فقط في نظام علماني كامل.
ومنذ وصوله إلى قصر الحكم، أضحى الرئيس السوري أحمد الشرع زعيماً يحظى باهتمام متزايد، وهو الآخر لم يسلم من كثرة المتحدثين عنه وعن حياته، فيراه محبوه بطلاً حرر البلاد من مجرم حرب، وطرد منها ميليشيات طائفية كانت تعيث فيها فساداً وإفساداً، وبيض سجوناً شهدت أبشع أنواع التعذيب في العصر الحديث، ويرون أيضاً أنه رجل براغماتي محنك، يلبي تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والدولة المدنية التي يبحثون عنها، والتي دفعوا لأجلها ثمناً باهظاً.
أما أعداؤه فيركزون على خلفيته الراديكالية المتطرفة، مؤكدين أن التغيير الذي جاء به لا يغفر ماضيه في العراق وسوريا، لكن ماضي الرجل فيه كثير من المغالطات وكثير من الإشاعات، فقد كان زعيم "هيئة تحرير الشام"، التي لها ما لها وعليها ما عليها مثلها مثل باقي الفصائل التي قاتلت في سوريا.