سوريا

"علاقة دافئة".. تفاصيل الإجتماعات السورية- الإسرائيلية في أبو ظبي

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن عقد ثلاثة اجتماعات سرية بين ممثلين عن الحكومة السورية وإسرائيل في أبو ظبي، بوساطة من الإمارات، لمناقشة ملفات أمنية واقتصادية حساسة.

وفي تقرير لها، قالت الصحيفة إن ممثلي الجانبين عقدوا حتى الآن ثلاثة لقاءات داخل منزل أحد كبار المسؤولين الإماراتيين في أبو ظبي، ناقشوا خلالها الغارات الجوية والعمليات البرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، وقضايا أخرى متعلقة بالوضع الأمني على الأرض والتعاون الاقتصادي.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن وزارة الخارجية الإماراتية نفت الوساطة في المحادثات، إلا أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، أكد وجود محادثات غير مباشرة جرت بوساطة دولة ثالثة من دون أن يسميها، لكن كُشف لاحقًا أن هذه الدولة هي الإمارات.

"مناقشات أولية وغير ملزمة"

وذكرت الصحيفة أن الرئيس السوري أوضح أن الهدف من المحادثات بين أكاديميين إسرائيليين سابقين في الأجهزة الأمنية وثلاثة مساعدين مقربين من الشرع هو مناقشة مسائل أمنية، مشيرة إلى أنه حتى الآن عُقدت ثلاثة اجتماعات في مقر إقامة عضو بارز في القيادة الإماراتية في أبو ظبي.

وأشارت إلى أن الإسرائيليين والسوريين جلسوا حول نفس الطاولة، المليئة بمجموعة غنية من المرطبات، والتي كان مضيفوهم الإماراتيين يأملون أن تخلق أجواء هادئة.

وقال مسؤول إسرائيلي رفض تأكيد حضوره للمحادثات إن "الوسطاء الإماراتيين يتمتعون بالصبر والخبرة المثبتة".

وأضاف المصدر الإسرائيلي أنه "كانت هناك مناقشات أولية وغير ملزمة"، مشيراً إلى أن الجانبين سيقدمان بعد ذلك تقاريرهما إلى رؤسائهما.

ولفتت مصادر الصحيفة إلى أن أعضاء الوفد السوري الستة، الذين حصلوا على إذن رسمي للمشاركة في المحادثات، تحدثوا عن صورة قاتمة للوضع في سوريا.

وقالت "يديعوت أحرونوت" إن الوفد السوري طالب بوقف الغارات الجوية على سوريا، ومنح القيادة الجديدة وقتًا لترتيب شؤونها الداخلية.

وأوضحت مصادر الصحيفة أن السوريين اشتكوا من عمليات جيش الدفاع الإسرائيلي داخل سوريا واحتلاله تسع قمم تلال ترفض إسرائيل الانسحاب منها، وطلبوا من نظرائهم السماح للقيادة الجديدة بترسيخ نظام داخلي جديد، واشتكوا من الأزمة الاقتصادية الخانقة.

وأشارت المصادر إلى أنه في الاجتماع الأخير، نقل السوريون عن الرئيس الشرع قوله إن سوريا لا مصلحة لها في الصراع مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل.

وكشف مسؤولون إسرائيليون أنه على عكس نظام الأسد السابق، يستخدم الرئيس السوري الجديد مصطلح "دولة إسرائيل" وليس "الكيان الصهيوني".

"دفء تجاه الإسرائيليين"

وعُقدت الجلسة الأخيرة من المفاوضات بعد زيارة الرئيس الشرع إلى أبو ظبي في 13 نيسان الماضي، وأكد أحد المسؤولين السوريين أن طرد إيران وعدم السماح لها بالعودة دليل قاطع على مواقف الحكومة السورية الجديدة.

وقالت الصحيفة العبرية إن اللقاءات بين الجانبين تهدف إلى مواصلة الحديث والانتقال إلى المسائل الاقتصادية، وخيارات إسرائيل في توفير الخبرة الطبية ودعوة الطلاب السوريين للتخصص في إسرائيل، فضلاً عن مسائل أخرى تهم القيادة والشعب السوري.

من جانب آخر، ناقش الوفدان ما وصفته الصحيفة "هشاشة وضع الدروز في سوريا"، وقالت إن الوفد الإسرائيلي أكد أن الدولة العبرية لن تتسامح مع الهجمات على الدروز الذين تعتبرهم "إخوتنا في الدم".

ونقلت الصحيفة العبرية عن أعضاء من الوفد الإسرائيلي قولهم إن تصريحات الشرع بأن سوريا لا تسعى إلى صراع مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل، كان إيجابياً، ولكنه غير كافٍ.

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن خبراء إسرائيليين وسوريين في مجال الدفاع والاقتصاد التقوا مؤخراً، في مؤتمرات دولية عقدت في أوروبا، أعرب خلالها ممثلو الحكومة السورية الجديدة عن "دفئهم تجاه الإسرائيليين".

يقرأون الآن