لبنان يعيد وصل ما انقطع مع العرب

يستأنف القطار الانتخابي رحلته اليوم، ومحطته الثانية بعد جبل لبنان تتمثل بمحافطتي لبنان الشمالي وعكار. ومع استكمال التحضيرات السياسية واللوجستية والإدارية والأمنية، وتأكيد وزارة الداخلية والبلديات متابعتها لهذا اليوم على غرار ما حصل في المرحلة الأولى، ثمّة معارك قوية متوقعة في بلدات ومدن عدّة من طرابلس مروراً بالبترون وزغرتا وبشري والكورة وصولاً إلى عكار، فيما فازت عشرات البلديات بالتزكية.

غموض حول زيارة أورتاغوس

على هامش الانتخابات البلدية والاختيارية، ومع تردد معلومات حول زيارة قريبة لنائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت، على وقع التصعيد الاسرائيلي المُستمر، أشار الصحافي والكاتب السياسي علي حمادة في اتصال مع الأنباء الالكترونية إلى أنَّه "ما من توقيت محدد بعد لهذه الزيارة، إذ إنّها تسربت نتيجة ما قالته أورتاغوس أمام شخصيات لبنانية التقتهم في واشنطن، معلنة عن زيارتها إلى بيروت في وقت قريب، وأتى هذا الكلام إثر توجيهها بعض الانتقادات لناحية تباطؤ الدولة اللبنانية في معالجة مسألة سحب سلاح "حزب الله" جنوبي وشمالي الليطاني، بفعل التأخير الذي باتَ جلياً، وبالتالي تكهن الإدارة الأميركية بمحاولة "الحزب" شراء الوقت والاعتماد على خشية الدولة من نشوب نزاع حول موضوع السلاح.

جسور ثقة مع الخليج

توازياً، وفي إطار الإتصالات التي يجريها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، على خط وقف الاعتداءات الإسرائيليّة، أكّد الرئيس عون أنَّ الدولة موجودة في كل لبنان وقرار حصر السلاح اتخذ، ويبقى موضوع كيفية التنفيذ، إذ إنَّ هذا الموضوع يحلّ بالتشاور، بحيث أننا لا نريد أي صراع عسكري.

وعن زيارته المرتقبة إلى دولة الكويت، شدد على أنَّ الهدف من الزيارة يأتي كعربون شكر على الدعم الذي تقدمه الكويت للبنان، كما على استضافتها للجالية اللبنانية ووجودها الأساسي على الصعيد الدبلوماسي والاقتصادي والانمائي.

تزامناً، لفتَ حمادة إلى أنَّ زيارة الرئيس عون إلى الكويت تندرج تحت إطار استكماله للجولة العربية التي يقوم بها، وهي مناسبة لإعادة بناء جسور الثقة مع الدولة اللبنانية لاسيما في الخليج، خصوصاً وأن العلاقات اللبنانية - الخليجية تعرّضت لأضرار كبيرة في السنوات الماضية لأسباب عدّة وبشكل منهجي.

جلسة تشريعية

على خط عجلة الإصلاحات التي شقّت طريقها نحو الاقرار، دعا رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى جلسة تشريعية يوم الخميس المُقبل، للبحث في اقتراحات القوانين المعجلة المكررة.

ترقّب لزيارة ترامب

وعلى تخوم لبنان، يحاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدفع نحو هدنة مؤقتة في غزة، كإنجاز سياسي خلال جولته الخليجية المُرتقبة الأسبوع المُقبل، إذ أفادت معلومات صحفية باحتمال إعلان ترامب الاعتراف بدولة فلسطين خلال قمة يعقدها مع قادة عرب على هامش الجولة.

واعتبرَ حمادة أنَّ القمة التي سيعقدها ترامب قد تتضمن مواقف سياسية مهمّة جداً، في ظلّ التكهنات حول الاتفاقيات ذات الطابع الثنائي مع المملكة العربية السعودية، خصوصاً في سياق الترتيبات التي تُجرى على صعيد اللقاء الذي سيجمع الرئيس الأميركي والرئيس السوري أحمد الشرع برعاية سعودية، لكن ما من تأكيدات حول هذا الأمر حتّى اللحظة.

حمادة لفتَ إلى أنَّ زيارة ترامب التي سيستهلها من المملكة العربية السعودية وصولاً إلى الإمارات، سينتج عنها عقود واتفاقيات، كما التأكيد على دور محوري لدول مجلس التعاون الخليجي لا سيما السعودية ودولة الامارات بفعل أنها دول مركزية في الدبلوماسية العالمية والمعادلة الدولية، مذكراً بأن دول الخليج لعبت دوراً مهماً في الحرب الروسية الأوكرانية من خلال وساطات لإطلاق سراح أسرى الحرب، ولجولة محادثات سلام بين البلدين.

الجولة الرابعة تعقد اليوم!

إلى ذلك، تأتي الزيارتان قبل ساعات من انعقاد الجولة الرابعة للمفاوضات الايرانية - الأميركية في مسقط، ويقود وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي المفاوضات عن الجانب الايراني فيما يرأس الجانب الأميركي المبعوث الرئاسي الى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي صرح بأن طهران وافقت على عدم حيازة قنبلة نووية وبأننا سنأخذ هذا الكلام على محمل الجد، وسط معلومات عن سعي ترامب للوصول إلى اتفاق مع إيران دون اللجوء إلى القوة العسكرية، وهو ما يتعارض مع رؤية رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي يريد دراسة الخيار العسكري.

يقرأون الآن