اعتقلت قوة من الجيش الإسرائيلي القيادي في فصائل المعارضة سابقاً، محمد مروان قريع، الملقب بـ"أبو الليث"، خلال عملية مداهمة استهدفت منزله في قرية الدواية الكبيرة بريف القنيطرة الأوسط.
وأفادت شبكة "درعا 24" الإخبارية المحلية بأن القوة الإسرائيلية داهمت المنزل عند الساعة 1:30 فجر الأحد مستخدمة دوريات مدرعة، حيث اعتقلت قريع دون مقاومة أو تسجيل أي اشتباك، كما صادرت أجهزة اتصالات واحتجزت زوجته وابنه لبعض الوقت قبل الإفراج عنهما.
ويُعرف محمد قريع بأنه شغل منصباً قيادياً في "الفرقة 406" التابعة للجبهة الجنوبية خلال السنوات التي سبقت سقوط النظام، وهو شقيق لثلاثة مقاتلين قتلوا في صفوف الجيش الحر. كما كان أحد الموقعين على اتفاق التسوية في الجنوب السوري عام 2018 برعاية روسية، لينتقل بعدها إلى "الفرقة الرابعة" التابعة لقوات النظام المخلوع، ويؤسس مجموعة محلية في القنيطرة لحماية أمنه الشخصي، بحسب مصادر محلية.
من جانبها، طالبت عائلة قريع بالكشف عن مصيره، مؤكدة أنها لم تتلقَّ أي توضيحات من أي جهة حتى الآن، كما دعت المنظمات الحقوقية إلى التدخل لكشف ملابسات الاعتقال.
اعتقالات مستمرة
وأول أمس، أفرجت القوات الإسرائيلية عن المدنيين فراس محمد المحمد ونجله بشار فراس المحمد، وذلك بعد اعتقالهما لنحو ثماني ساعات إثر توغل عسكري داخل بلدة صيدا الحانوت في ريف القنيطرة الجنوبي.
وأفاد مصدر خاص لموقع تلفزيون سوريا بأن القوات الاسرائيلية استجوبت الرجل وابنه خلال فترة احتجازهما، وتركّزت الأسئلة حول تحرّكاتهما داخل المنطقة، وأماكن توجّههما، وطبيعة عملهما، قبل أن يتم الإفراج عنهما وإعادتهما إلى البلدة.
تصعيد عسكري مستمر في الجنوب
منذ سقوط نظام الأسد، تشهد المناطق الجنوبية من سوريا تصعيداً إسرائيلياً متواصلاً، تخللته غارات جوية استهدفت مواقع عدة، وتوغلات برية داخل المنطقة العازلة، مكّنت الاحتلال من السيطرة على مواقع استراتيجية، أبرزها قمة جبل الشيخ، إضافة إلى تعزيز انتشاره العسكري في محافظة القنيطرة.
بالتوازي، تواصل إسرائيل بناء قواعد عسكرية جديدة تمتد من جبل الشيخ حتى حوض اليرموك، يتم تجهيزها ببنية تحتية متكاملة تشمل الكهرباء والمرافق السكنية، إلى جانب شق طرق تصل إلى الحدود السورية، ما يشير إلى نية واضحة لترسيخ وجود طويل الأمد في المنطقة.