استقرّ القائمون على الكرة المصرية على نظام جديد للدوري المحلي، وهم على وشك تقديم واحدة من أكثر النسخ تنافسية في تاريخ البطولة، إذ أصبح الشعار العام لها: "الجميع لديه فرصة المنافسة"، ما حوّل المسابقة إلى النسخة الأكثر إثارة ومتعة منذ سنوات طويلة.
رغم الاعتراضات التي واجهها النظام الجديد عند الإعلان عنه في بداية موسم 2024-2025، إلا أنّ النتائج جاءت عكس التوقعات، حيث أضفت نسخة هذا الموسم جرعة زائدة من الإثارة والتشويق. ومع انطلاق مواجهات الدور الثاني التي قسمت الفرق إلى مجموعتين، تحوّلت المنافسة إلى صراع ساخن على كافة الجبهات.
المجموعة الأولى تحظى بالاهتمام الأكبر، إذ يشتعل السباق على اللقب والمراكز الأفريقية. المنافسة على الصدارة باتت محصورة بين الأهلي وبيراميدز، اللذين يتبادلان المركز الأول ويجعلان التنبؤ بالبطل مهمة شبه مستحيلة.
استطاع الأهلي انتزاع الصدارة أخيراً بفارق نقطتين بعد تعثر بيراميدز في مباراتين متتاليتين. أمام كلا الفريقين الآن مباريات بمثابة "نهائيات" تحتاج إلى الفوز المطلق. يكفي الأهلي تحقيق 9 نقاط من مبارياته الثلاث المقبلة ليحسم اللقب للمرّة الـ45 في تاريخه والثالثة توالياً. أما بيراميدز فيحتاج إلى الفوز بكل مبارياته وانتظار تعثر الأهلي لتحقيق إنجازه الأول بالتتويج باللقب.
الطريق لن يكون سهلاً لأي منهما؛ فالأهلي يواجه تحديات أمام فرق مثل سيراميكا كليوباترا، الذي لا يزال يطمح للمشاركة في الكونفدرالية، والبنك الأهلي الذي أطاح بيراميدز أخيراً واقترب أيضاً من خطف مقعد قاري. وختاماً، يصطدم الأهلي بفريق فاركو الطامح بدوره للدخول ضمن فرق المربّع الذهبي.
أما بيراميدز، فسيخوض مواجهة حاسمة أمام الزمالك، الذي خرج من سباق المنافسة على دوري الأبطال لكنه يسعى لضمان المركز الثالث والمشاركة القارية عبر الكونفدرالية، ويحتاج إلى الفوز في مباراته المتبقية. وبعدها يلتقي بيراميدز مع بتروجيت وسيراميكا كليوباترا، في مواجهتين قد تكونان بمثابة الفرصة الأخيرة له للحفاظ على أمله في معانقة اللقب.
وتزداد الإثارة مع انتظار موقف مباراة القمة، وما إذا كان قرار خصم النقاط الثلاث من "المارد الأحمر" سينفذ أم لا. هذا القرار قد يقلب موازين السباق ويمنح بيراميدز فرصة ذهبية لانتزاع اللقب إذا تم تطبيقه شريط تحقيقه العلامة الكاملة في مبارياته المتبقية.
وعلى الجانب الآخر من المسابقة، لا تقل مواجهة الهبوط سخونة عن صراع اللقب. الفرق الشعبية الكبيرة مثل الاتحاد السكندري والإسماعيلي تجد نفسها في مأزق حقيقي، حيث لم يعد أي فريق بمنأى عن خطر الهبوط نتيجة تقارب النقاط، ما يجعل المباريات الأخيرة من الدوري بمثابة الكؤوس، أي أنها لا تعترف إلا بالفوز. التحدي لا يزال مستمراً، والجميع يترقب ختام دوري مصري استثنائي سيبقى عالقاً في الأذهان لسنوات طويلة.