مع إتمام العاصمة بغداد، استعداداتها لاستضافة رابع قمة عربية في تاريخ البلاد، المقررة يوم السبت المقبل، يستمر الشد والجذب في الداخل العراقي، حول تفاصيل تلك القمة وانعكاساتها على البلاد.
ومع بدء الاجتماع التحضيري للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، في العاصمة بغداد، وتسلم العراق خلاله رئاسة القمة السابقة من لبنان، بحضور كبار المسؤولين، كشف نائب رئيس الوزراء الأسبق، بهاء الأعرجي، عن أبرز الدول والشخصيات المشاركة في القمة العربية في بغداد.
وتُعقد القمة هذا العام تحت شعار "حوار وتضامن وتنمية"، وسط تطلعات عربية لرسم خارطة طريق مشتركة، تعالج التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية في المنطقة، وتعزز العمل العربي المشترك.
وقال الأعرجي إن "الزعامات العربية التي ستحضر إلى القمة العربية في 17 آيار/ مايو الجاري، بحسب معلوماتي الخاصة هم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد بن سلطان آل نهيان، الرئيس البحريني حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، فضلا عن ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، وولي عهد دولة الكويت صباح خالد الحمد الصباح".
وأضاف أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لن يحضر للقمة، وبحسب معلوماتي فإن المغرب العربي سيتم تمثيله عبر وزراء الخارجية فقط".
وأكد أن "الرئيس السوري الانتقالي قد أبلغ بعدم حضوره، فيما سينوب عنه وزير الخارجية أسعد الشيباني"، مبينا أن "ما تم تداوله مؤخرا حول طلب الشرع ضمانات أميركية لتوفير الحماية له خلال مشاركته في القمة، عار عن الصحة".
وتابع أن "التصريحات الصادرة من الداخل العراقي، فضلا عن الرفض الشعبي، وراء اعتذار الشرع عن الحضور"، لافتا إلى أنه "لا توجد أي وثيقة رسمية حول القبض على الشرع خلال الوقت الراهن ".
كما علمنا بأن الرئيس اللبناني جوزاف عون لن يحضر القمة لتواجده في روما لحضور حفل تنصيب بابا جديد للفاتيكان.
وتحتضن العاصمة العراقية بغداد يوم 17 أيار الجاري، مؤتمر القمة الـ34 لمجلس جامعة الدول العربية، وتستعد لاستقبال وفود من 21 دولة عربية، وعددا من الوفود والسفراء الأجانب الذين سيحضرون القمة.
وأكد رئيس تحالف العمق الوطني، خالد الأسدي، في 8 آيار/ مايو الجاري، أن القمة العربية في بغداد قد افرغت من محتواها بسبب تزامنها بعد فترة وجيزة من قمة القاهرة، متحدثا عن تداعيات حضور الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى القمة، وتأثيراته على الداخل العراقي.
وكان النائب مصطفى سند، أكد أن تكلفة القمة العربية ليوم واحد تجاوزت 250 مليار دينار، مبينا أن "تبليط شارع المطار بلغ 100 مليار دينار، بمشروعين، واحد مباشر، والآخر إلى قاعة الشرف"، فيما أشار إلى أن "تكاليف الضيافة من أدوات طعام، وصلت إلى 13 مليار دينار، من دون الطعام".
وتشهد العاصمة العراقية بغداد، خلال هذه الأيام، حملة تجميلية، استعدادا لاستضافة القمة العربية المرتقبة، حيث رُصدت مبالغ مالية ضخمة لتنظيف وتجميل بعض أجزاء المدينة التي ستستقبل قادة الدول العربية.
وتأتي هذه القمة في ظرف إقليمي ودولي بالغ الحساسية، مما يجعلها محطَّ أنظار المراقبين والمحللين السياسيين، على الصعيدين المحلي والإقليمي.
وكشف السياسي، سالم مشكور، عن عروض وتنازلات، قدمتها الحكومة العراقية، مقابل حضور بعض قادة الدول إلى القمة، مؤكدا أن كافة القمم العربية هي إجراء روتيني لا جدوى منه، واصفا الجامعة العربية بـ"الميتة سريريا".
وكان رئيس الوزراء، محمد السوداني، قد أكد الشهر المنصرم أن حضور الرئيس السوري، إلى القمة "مهم جدا لإيضاح رؤية سوريا الجديدة"، مبينا أن استضافة القمة العربية في بغداد مهمة لتأكيد دور العراق وعلاقاته المتوازنة في المنطقة، فيما شدد على أنه "لن نكون مجرد بلد مستضيف، بل مبادر لتقديم الحلول لمختلف الأزمات التي يمر بها الشرق الأوسط".
وفوّض الإطار التنسيقي، في 30 نيسان/ أبريل الماضي، رئيس الوزراء محمد السوداني، باتخاذ القرار بشأن مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع، في القمة العربية المرتقبة بعد أشهر من الخلافات والتصعيد.