حريق هائل يلتهم الحنطة في ديالى

اندلع حريق هو الأكبر من نوعه خلال موسم الحصاد الحالي في محافظة ديالى، ملتهماً مساحات واسعة من حقول الحنطة شرقي ناحية قزانية، فيما تدخلت فرق الدفاع المدني لإنقاذ أكثر من 100 دونم من المحصول.

وقال مصدر في مديرية الدفاع المدني لـ"بغداد اليوم"، إن "حريقاً كبيراً اندلع عصر اليوم في حقول للحنطة تقع شرق ناحية قزانية، ضمن أقصى شمال شرق ديالى، نتيجة شرارة صدرت من إحدى الحصّادات أثناء عملية الحصاد"، مبينًا أن "سرعة الرياح ساهمت في امتداد النيران بشكل واسع".

وأضاف أن "اثنتين من فرق الدفاع المدني تدخلتا بشكل عاجل وتمكنتا من السيطرة على الحريق وإخماده قبل توسّعه"، لافتًا إلى أن "سرعة الاستجابة مع مناشدات الفلاحين أسهمت في إنقاذ أكثر من 100 دونم من الحنطة كانت مهددة بالاحتراق الكامل".

وأشار المصدر إلى أن "الخسائر اقتصرت على الجانب المادي دون تسجيل أي إصابات بشرية"، مؤكدًا أن "هذا الحريق يُعد الأكبر من نوعه في ديالى منذ بداية موسم الحصاد الحالي".

وتشهد محافظات العراق، مع بداية كل موسم صيف، سلسلة من حرائق المحاصيل الزراعية، لاسيما الحنطة والشعير، نتيجة عوامل متعددة أبرزها ارتفاع درجات الحرارة، وسوء صيانة الآليات الزراعية، وأحيانًا بسبب أعمال تخريبية أو إهمال بشري. وتسببت تلك الحرائق خلال السنوات الماضية بخسائر فادحة للفلاحين، وفاقمت من معاناتهم في ظل محدودية الدعم الحكومي وغياب التأمين الزراعي.

وسجّلت محافظات مثل نينوى، ديالى، كركوك، وصلاح الدين أعلى معدلات حرائق الحقول خلال مواسم الحصاد، حيث تُستخدم الحصّادات دون فحص فني دقيق، ما يؤدي إلى شررٍ قد يشعل النيران وسط المحاصيل اليابسة. ورغم تدخلات الدفاع المدني، إلا أن وعورة التضاريس وبعد مواقع الحقول يصعّب عمليات الإطفاء، ويزيد من فداحة الخسائر.

ويحذّر مراقبون من أن تكرار هذه الحوادث سنويًا دون معالجات حقيقية يُنذر بضرب الأمن الغذائي العراقي، خصوصًا مع ازدياد الاعتماد المحلي على محصول الحنطة لتقليل الاستيراد، وسط دعوات لتفعيل نظام التأمين الزراعي، وتوفير دعم فني واستباقي للفلاحين.

يقرأون الآن