لبنان

اللبناني المقهور يترنح بين مطرقة السفارات وسندان السيادة

اللبناني المقهور يترنح بين مطرقة السفارات وسندان السيادة

بين رئيس سيادي ورئيس لا يطعن المقاومة بالظهر ولا يتبع السفارات شروط تعجيزية وخيالية شعارها "لبننة الاستحقاق اللبناني" وادعاءات يطلقها كلا الفريقين لاظهار نواياهما الطيبة من اجل انتخاب رئيسا يضع مصلحة لبنان فوق كل الاعتبارات الشخصية بعيدا عن المصالح الخارجية لصالح هذا المحور او ذاك. وا آسفاه عن أية سيادة نتحدث في ظل انتظار كل فريق موقف ينذر بالانفراج او كلمة سر من عواصم القرار الخارجي.

وهل السيادة تتمثل بالمساعدات الانسانية بعد ان تحولنا الى "شحاذين" على ابواب دول العالم الغنية منها والفقيرة او ان السيادة تتمثل بتجار المواقف السياسية لقاء "حقائب المال" لصالح محور ايراني او محور امريكي في ظل غياب عن بالهم دولة اسمها "لبنان" او مصالح شعب مقهور بات حصوله على كفاف يومه يمثل رغد العيش وهناؤه في عصر وصلت به دول العالم الى الفضاء مقابل خسارة لبنان دوره المميز والريادي في المنطقة.

انها سياسة مثالية ان نتغنى بأهمية الحوار الذي، وان عقد، في ظل تشبث بعض الأفرقاء السياسيين بآرائهم ومصالحهم لن يجدي نفعاً باستثناء تنفيس الاحتقان منعاً للفتنة.

كم نشعر بالغبن كشعب يعيش في اللا دولة المؤسسات والقانون ان تبقى "كلمة السر الخارجية" معياراً لانفراج الأزمات السياسية والاقتصادية في البلاد. سؤال يتبادر الى أذهاننا جميعاً هل سمعتم مسؤولاً سياسياً او حتى مواطناً عادياً تابعاً لهذا الزعيم او ذاك يلقي اللوم على فريقه السياسي جراء سيره في سياسة محاصصة خيرات الدولة وتقاسم النفوذ الذي أدى الى تبعثر المؤسسات وانهاكها ووصلنا الى الحضيض والعجز حتى عن تأمين رغيف الخبز المدعوم.

هل تسمعون نبض الشارع الذي يئن تحت نير الفقر والعوز بعد ان باتت معظم الأسر تعتمد على تحويلات الأهل والأقارب من الخارج حيث ان تحويلات المغتربين بلغت 6.8 مليار دولار هذا العام وهي السند الوحيد للبنانيين بعد ان بات اسم وطنهم يقترن بأسماء دول فقيرة وفاسدة ومنهارة كالصومال وزيمبابوي وفنزويلا. ماذا تركتم لنا من صورة لبنان بعد ان تشردنا في عواصم العالم الذي بات ينظر الى اللبناني "كمسكين" هارب من وطنه وسيرضى بأدنى الرواتب مهما كانت شهاداته ومؤهلاته العلمية بعد ان خذله ولادة الأمر في وطنه.

الثابت والمؤكد انه لا سبيل لخلاص لبنان من الشغور الرئاسي الا من خلال تخلي كل الفرقاء عن شعاراتهم الرنانة الملغومة بإتباع مصالحهم الضيقة او مصالح محاورهم الخارجية التي تستعملهم وقوداً لمشاريعها ومصالحها بعيدا عن مصلحة لبنان وشعبه. الحل يرتكز على الحوار الحقيقي والجدي داخل لبنان من اجل انتخاب رئيسا حيادياً لا يتبع هذا المحور او ذاك وهناك اسماء كثيرة في لبنان لان انتظار التسوية الخارجية له تبعاته على وطن لم يعد يحتمل المزيد من الانهيار.

ميساء عبد الخالق - mtv

يقرأون الآن