لم يحقق ترشيح النائب ميشال معوّض الى رئاسة الجمهوريّة الغايات المرجوّة، كذلك الذين يصرّون على طرح اسماء بديلة يعرفون سلفاً أنّ طريقها إلى بعبدا ستصطدم بحائط مسدود يستحيل هدمه، وطالما انّ التوافق ما زال بعيداً فلن يتم انتخاب رئيس. كما انّ الكباش الرئاسي في وجهات النظر بين القوى السياسيّة، تحديداً بين من هو مع سلاح حزب الله ومن ضدّه، يرتبط مباشرةً بهويّة الرئيس المُقبل، لذا فإن التنازل عن معوّض سيؤدي الى تحقيق الطرف الاخر انتصاراً كاملاً في السياسة وتجعلهُ المُسيطر الاول على الإستحقاق.
الى ذلك، يبدو وكأن هناك حملة منظمة تروج انّ حزب القوّات اللبنانيّة مع بعض المستقلين يتجهون الى سحب ترشيح معوّض لصالح النائب السابق صلاح حنين، بمعنى انّ هناك من يرغب بكسره اليوم، علماً أنّ الاخير قال في وقتٍ سابقٍ إنّه جاهز لدعم أيّ مرشح يتفق عليها الحلفاء شرط الّا يكون محسوباً على محور الممانعة. الّا انّهُ بحسب المعلومات، القوّات ستصوت لمعوّض في الجلسة الحادية عشر التي وستكون كسابقاتها، دون ان تحمل أيّ خرقٍ في الإستحقاق الرئاسيّ - كما انّ عدم توحيد صفوف المعارضة يندرج ايضا تحت خانة نضوج ايّة تسويّة عند لحظة الصفقة التي يراهن عليها الجميع.
وفي الموازة، معوّض باقٍ على ترشيحهُ دون البحث عن بدائل فعليّة حقيقية وسياديّة، في وقت يستمر قيه التشرذم بين داعمي ترشيحه وكتلتي "المجتمع المدنيّ" و"الإعتدال الوطني" والنواب المستقلين، فيما وجهة نظر "بكركي" الرافضة للسلاح غير الشرعي ومنطق الدويلة - مطابقة تماماً للنواب الذين يُصوّتون لرئيس حركة الاستقلال.
شادي هيلانة - أخبار اليوم