أثار نجوم نادي برشلونة جدلا واسعا بين المتابعين والنقاد، بسبب ارتدائهم ضمادات اليد باستمرار خلال التدريبات والمباريات، وذلك في موسم استثنائي قدمه الفريق تحت قيادة مدربه هانز فليك.
وحقق "البارسا" هذا الموسم لقب الدوري الإسباني للمرة الـ28 في تاريخه، وهو إنجاز تاريخي شكل نقطة مضيئة في مسيرة النادي الكتالوني. بالإضافة إلى ذلك، بلغ الفريق نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وتوج أيضا بلقب السوبر الإسباني وكأس الملك.
ومع التألق اللافت لعدد من نجوم برشلونة خاصة في المواجهات الحاسمة أمام أبرز المنافسين، دفع الكثيرين للبحث عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الصعود السريع للنادي الكتالوني من جديد إلى قمة الهرم المحلي والأوروبي.
بينما يرى البعض أن سر تألق الفريق يكمن في تصعيد نجوم شابة من أكاديمية "لاماسيا" إلى الفريق الأول، مثل لامين جمال وغافي وأليخاندرو بالدي وكوبارسي، وإدماجهم مع لاعبين كبار استقدموا من أندية أخرى مثل روبرت ليفاندوفسكي ورافينيا وبيدري، فإن آخرين لم يترددوا في إطلاق شبهات واتهامات بالتعاطي، زعموا فيها أن بعض اللاعبين يستخدمون منشطات محظورة لتحسين الأداء.
وزعمت صحيفة "فوتبول جيت" الإسبانية في تقرير لها أن هناك تساؤلات حول استخدام لاعبي برشلونة لمواد منشطة، خصوصا كل من لامين جمال ورافينيا وليفاندوفسكي وفرينكي دي يونغ، مشيرة إلى أن هذه المواد قد تكون مخفاة داخل الضمادات التي يضعونها على معاصمهم، والتي تحتوي -بحسب ما ذكر- على عقار يدعى "تروفوديرمين" .
طبيب ريال مدريد السابق يثير الجدل
من جانبه، أثار طبيب ريال مدريد السابق، نيكو ميهيتش، الجدل عندما بدأ بالتساؤل عن سبب ارتداء لاعبي برشلونة لضمادات المعصم خلال المباريات، ملمحا باستخدام مواد محظورة لإخفائها تحت تلك الضمادات.
وقال ميهيتش في تصريح لصحيفة "ماركا": "لا أفهم لماذا يفعلون ذلك، ما السر وراء ارتداء تلك الضمادات؟ بالتأكيد الأمر لا يتعلق بلعب كرة القدم، أليس كذلك؟".
وأضاف: "إذا كنت تريد الوصول إلى الأوردة بشكل أسهل، فهي على المعصمين" في تلميح إلى إمكانية استخدام اللاعبين لتلك المنطقة في حقن مواد غير مصرح بها.
ردود فعل طبية
في المقابل، علق الدكتور ماركو سكورو، نائب رئيس اتحاد الأطباء الرياضيين وطبيب نادي كالياري الإيطالي، على وضع لاعبي برشلونة للضمادات في المعصم أثناء المباريات، معتبرا أن الأمر مجرد خرافة يرتبط بها بعض اللاعبين.
وصرح سكورو لصحيفة "لاغازيتا ديلو سبورت": "تستخدم الضمادات غالبا لتسهيل شفاء إصابة سابقة، ولا أرغب مطلقا في رؤية أي سبب آخر، فقد كان لدي لاعبان يعانيان من هذه المشكلة بانتظام بسبب التواءات في المعصم".
من جانبها، أكدت شبكة "ريليفو" الإسبانية أن هذه الضمادات ناتجة في معظم الأحيان عن خرافات رياضية، وقد بدأ بعض اللاعبين باستخدامها نتيجة إصابات سابقة، لكن البعض استمر في ارتدائها حتى بعد الشفاء.
ووفقا لبعض الأطباء الذين استطلعت "ريليفو" آراءهم، فإن ارتداء اللاعبين لهذه الضمادات غالبا ما يكون مجرد عادة أو خرافة مرتبطة بالثقة النفسية، وليس بالضرورة لدواع طبية.
وأوضح أحد الخبراء: "حراس المرمى يفعلون ذلك باستمرار لأنهم معتادون على إجهاد المعصمين، وأحيانا تبقى الضمادة حتى بعد حل المشكلة، لكنني دائما أشير إلى وجود مشكلة في تلك المنطقة".
نفي ضمني من اللاعبين
في مباراة الكلاسيكو الأخيرة بين برشلونة وريال مدريد، سجل رافينيا هدفين مهمين، ساعد بهما في قلب تأخر الفريق الكتالوني بهدفين إلى تقدم 4-2.
وبعد كل هدف، أشار المهاجم البرازيلي إلى الدعامة في يده اليمنى، وهي لفتة فسرها الكثيرون على أنها رد غير مباشر على مزاعم تعاطي المنشطات.
وفي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بدا لامين جمال وكأنه يرد على انتقادات الدكتور نيكو ميهيتش لضمادات أيدي لاعبي برشلونة الغامضة بنشر صورةٍ تبرز معصمه الملفوف.
وقدم لامين جمال، نجم برشلونة الشاب أداء مميزا ضد إنتر ميلان في مباراة الذهاب من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا التي انتهت بالتعادل 3-3، مسجلا هدفا ومهيئا العديد من الفرص.
وبعد المباراة، نشر لامين جمال عدة صور على "إنستغرام"، أظهرت إحداها بوضوح الضمادة على يده اليمنى، وهي ضمادة لم يرتدها إلا في الشوط الأول.
الفحوصات أثبتت مصداقية نجوم برشلونة
في تشرين الاول 2024، أجرى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" اختبارات روتينية لمكافحة المنشطات في مرافق تدريب برشلونة، وكان رافينيا من بين اللاعبين الذين خضعوا للاختبار.
وعلى الرغم من كونها فحوصات روتينية، فقد جرت تحت تدقيق مكثف، دون أن تسجل أي حالة إيجابية تشير إلى استخدام لاعبين للمواد المحظورة.