كيف يخطط إنزاغي لإيقاف ثنائي باريس المرعب؟

يواجه سيموني إنزاغي تحديًا تكتيكيًا معقدًا في نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث يتعين عليه إيقاف ثنائي هجومي استثنائي يجمع بين السرعة، المهارة، والإبداع.

تتجه أنظار العالم مساء السبت المقبل نحو ملعب "أليانز أرينا" في مدينة ميونخ الألمانية، حيث تُختتم نسخة تاريخية من دوري أبطال أوروبا بمواجهة نارية تجمع بين إنتر ميلان الإيطالي وباريس سان جيرمان الفرنسي، في نهائي يُتوقع أن يكون حابسًا للأنفاس من الدقيقة الأولى وحتى صافرة النهاية.

وبينما يعج كلا الفريقين بالنجوم من مختلف الخطوط، إلا أن أعين المدرب سيموني إنزاجي، المدير الفني لإنتر، ستتركز على اثنين تحديدًا داخل صفوف الفريق الباريسي: "الفرنسي عثمان ديمبلي، والجورجي خفيتشا كفاراتسخيليا"، وهما ثنائي أعاد تشكيل هوية هجوم باريس هذا الموسم، في ظل غياب كيليان مبابي الذي رحل إلى ريال مدريد.

فرض الثنائي ديمبلي وكفاراتسخيليا نفسهما كأحد أكثر الثنائيات الهجومية فاعلية في أوروبا هذا الموسم. ديمبلي، بسرعته الخاطفة ومراوغاته غير المتوقعة، يمثل تهديدًا دائمًا لأي خط دفاع. أما كفاراتسخيليا، فقد أثبت أنه أكثر من مجرد جناح، بل هو صانع لعب ومهاجم إضافي يتحرك بذكاء داخل العمق وعلى الأطراف.

سجل الثنائي معًا 44 هدفًا في جميع البطولات هذا الموسم، وصنعا 22 هدفًا، مما يجعل إيقافهما أولوية قصوى لإنتر ميلان إن أراد الخروج من النهائي ببطولة سادسة في تاريخه.

هذا الثنائي، بدعم من خط وسط قوي يضم فيتينيا، جواو نيفيس، وفابيان رويز، يشكل تهديدًا مستمرًا لأي دفاع. يتميز أسلوب لعب باريس تحت قيادة لويس إنريكي بالسيطرة على الكرة، الضغط العالي، والتحولات الهجومية السريعة، مما يجعل ديمبيلي وكفاراتسخيليا سلاحين فتاكين في الهجمات المرتدة

يعلم إنزاجي أن أي تراخٍ في التمركز أو التغطية سيمنح ديمبلي وكفارا المساحات الكافية لصناعة الفارق. ما يزيد من تعقيد الموقف هو أن كليهما لا يلتزم بموقع ثابت، بل يتنقلان باستمرار، مما يصعّب من مهمة المدافعين في مراقبتهما.

إنزاجي يعتمد على دفاع ثلاثي بقيادة أتشيربي ودارميان وباستوني، مع جناحين دفاعيين هما دي ماركو ودومفريس. هذه المنظومة تمنح الفريق ثباتًا في البناء الخلفي، لكنها تصبح عرضة للخطر عندما يواجه الفريق خصومًا يجيدون التحرك على الأجنحة، وهو بالضبط ما يفعله ديمبلي وكفاراتسخيليا.

أول ما سيفكر فيه إنزاجي هو الحد من وصول الكرة إلى ديمبلي وكفارا. وهذا يتطلب ضغطًا عاليًا وقطعًا للتمريرات من خط الوسط. لذلك، سيعتمد كثيرًا على الثلاثي باريلا، هنريك مخيتاريان، وهاكان تشالهان أوجلو، ليس فقط لبناء الهجمات، بل لفرض الرقابة في العمق وقطع الإمدادات.

لكن هذا وحده لا يكفي. على الأجنحة، قد يلجأ إنزاجي إلى تعزيز الدفاع من خلال سحب دومفريس أو دي ماركو قليلًا إلى الخلف، أو حتى الدفع بلاعب أكثر دفاعية مثل دارميان على الجهة اليمنى لمواجهة كفارا، وهو ما فعله سابقًا في مواجهات صعبة.

البديل الآخر هو التحول إلى خطة دفاعية أكثر مرونة، مثل 4-4-2 في حالة الدفاع، للحد من المساحات في الأطراف، مع تعليمات صارمة للظهيرين بعدم التقدم إلا عند الضرورة القصوى.

من نقاط قوة ديمبلي وكفارا أنهما يعاقبان الخصم في التحولات السريعة. وبالتالي، فإن أي فقدان للكرة من إنتر أثناء التقدم إلى الأمام قد يكون مكلفًا جدًا. هنا، تصبح العودة السريعة إلى التنظيم الدفاعي أمرًا حاسمًا، وهو ما يحتاج إلى مجهود بدني وتنظيمي عالٍ.

لكن على الجانب الآخر، يمكن لإنزاجي استغلال هذه الميزة ضد باريس. فإذا تقدم الفريق الفرنسي بكثافة هجومية، سيجد إنتر المساحات في الخلف، خاصة أن باريس لا يمتلك خط دفاع بنفس صلابة خط هجومه. وجود مهاجمين مثل لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام يمكن أن يمنح إنتر حلولًا فتاكة في المرتدات.

المواجهة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقدرة إنزاجي على التكيّف، والتصرف أثناء المباراة. قد لا تكون هناك وصفة جاهزة لإيقاف ديمبلي وكفارا، لكن المراهنة ستكون على قراءة تحركاتهما، واللعب بجماعية وانضباط شديدين.

ما هو مؤكد أن إنزاغي لن يفكر فقط في إيقاف الخصم، بل في كيفية ضربه أيضًا. وتبقى أطراف الملعب هي المكان الذي ستبدأ فيه معركة النهائي، وربما تُحسم هناك أيضًا.

يقرأون الآن