منوعات آخر تحديث في 
آخر تحديث في 

"العفن" يجتاح منازل بريطانيا: أزمة صحية تهدّد الأرواح

كشفت دراسة جديدة أعدتها خدمة "UK Meds"، استنادًا إلى بيانات حصلت عليها بموجب قانون حرية المعلومات، عن تفشٍ واسع للعفن والرطوبة في منازل المملكة المتحدة، ما دفع خبراء الصحة لوصف الوضع بـ"وباء العفن" الذي يهدد صحة الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.

بحسب التحليل، تصدّرت منطقة شمال غرب إنجلترا قائمة المناطق الأكثر تضررًا، مع معدلات إصابة بالعفن تتجاوز بأربعة أضعاف تلك المسجّلة في شرق ميدلاندز، التي جاءت في أدنى القائمة. واحتلت العاصمة لندن المرتبة الثانية، بعد أن استقبلت السلطات فيها أكثر من 6,000 شكوى خلال عام 2024 من سكان في المساكن الخاصة والاجتماعية.

 منازل تتحوّل إلى خطر على الحياة

سجّلت الدراسة ارتفاعًا غير مسبوق في عدد الحالات المتكررة وغير المعالجة، حيث قفز عدد البلاغات التي لم يُتخذ بشأنها أي إجراء من 6,427 في عام 2023 إلى 13,781 في 2024، أي ما يقرب من الضعف. كما ارتفع إجمالي الشكاوى المرتبطة بالعفن والرطوبة بنسبة 35% ليصل إلى 25,134 حالة خلال عام واحد فقط.

الأكثر خطورة أن عدد المنازل التي صُنّفت على أنها "غير صالحة للسكن" نتيجة للعفن ارتفع بأكثر من 100%، من 61 حالة في 2023 إلى 124 حالة في 2024.

مأساة طفل وشاب تكشف فداحة الإهمال

سلّطت الدراسة الضوء على حالات مؤلمة، منها وفاة الطفل أواب إسحاق، البالغ من العمر عامين، في ديسمبر 2020 بمدينة روشدايل، بعد تعرّضه للعفن لفترة طويلة في شقته. ورغم تكرار شكاوى الأسرة، اكتفت الشركة المالكة بتقديم نصائح لتغطية العفن بالطلاء.

وفي حادثة أخرى، أُصيب رجل يبلغ من العمر 32 عامًا من وارويكشاير بعدوى بكتيرية خطيرة يُعتقد أنها ناجمة عن العفن، وأدت إلى انهيار رئته وإصابته بتسمم دموي قد يكون قاتلاً.

تحذير طبي: العفن خطر صحي قاتل

قالت الدكتورة ألكسيس ميسيك، طبيبة عامة مشاركة في الدراسة، إن العفن لا يجب أن يُعامل كقضية جمالية بسيطة، بل كتهديد صحي خطير. وأوضحت أن التعرض المزمن له يمكن أن يؤدي إلى أمراض تنفسية، تلف في الرئة، وفي بعض الحالات إلى الوفاة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن ومرضى الحساسية والربو.

وأضافت: "الأرقام المتصاعدة تستدعي تحركًا عاجلًا من السلطات المحلية والوطنية، وعلى الجميع من مجالس ومالكين ومستأجرين العمل على الوقاية والتدخل المبكر".

الأسباب الجذرية والحلول المقترحة

تشير الدراسة إلى أن الأسباب الرئيسية لتكوّن العفن تشمل تسربات المياه، ضعف التهوية، ومشاكل في الأسطح والنوافذ. وحتى في المباني الجديدة، يمكن أن تظهر الرطوبة بسبب عدم جفاف مواد البناء بالكامل.

وتختتم الدراسة بالدعوة إلى رفع الوعي العام بخطورة هذه الظاهرة، مطالبة بتغييرات جذرية في آليات الاستجابة السكنية لتجنب تكرار المآسي.

يقرأون الآن