يعرف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن أي حلّ في البلد لن يكون إلا بالتوافق والتسوية، وأن تجاهل حزب الله لا يوصل الى أي مكان سوى تعميق الأزمات أكثر فأكثر، في الرئاسة كما باقي الملفات.
يعبّر جنبلاط عن واقعيته هذه في كل حركته السياسية، في لقائه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في منزل ابنته داليا، أو في استقباله حزب الله في زيارتين الى كليمنصو في عزّ ترشيحه للنائب ميشال معوّض من ضمن تحالف عريض مع القوات والكتائب اللبنانية.
يحاول جنبلاط أن يعكس تصوّره لمسار الخروج من الأزمة من خلال تأكيده مراراً على أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، فلا رئيس جديد للبنان من دون فتح قنوات الاتصال بين الجميع، بين الأخصام كما بين الحلفاء، وربما في الحالة الثانية المهمة أصعب.
في هذا التوجّه، ومن موقع الاختلاف، كما تقول مصادر "التقدمي" لموقع mtv، استقبل جنبلاط أمس المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا، حيث حضرت الملفات الساخنة ومقاربتها بصراحة ما بين الجانبين، وقد شهد اللقاء مزيداً من البحث بموضوع الرئاسة إضافة الى الملف الاقتصادي الاجتماعي من كل جوانبه والتي تشغل اللبنانيين وتعتبر الأولوية في هذه المرحلة.
البلد لا يحتمل عدم إنتخاب رئيس، من هذا المنطق كان النقاش الرئاسي في كليمنصو ليلة أمس، وأن التأخير في إنجاز الاستحقاق لا يخدم أحداً. وبالتالي ما نفع الاستمرار في التعطيل أو التمترس خلف طروحات لا تقدّم ولا تؤخّر وليست الا استنزافاً للبلد؟
فليس جنبلاط الواقعي فقط، فحتى حزب الله المغامر في كثير من المحطات في السنوات الماضية، يبدو أنه عاد الى الأرض ويبحث هو بدوره عن مخرج للأزمة بهدوء وليس بتحدٍّ. وكان التقاء مع جنبلاط على أن كل شيء في البلد أصبح في الهاوية، وبالتالي الإصرار على "الستاتيكو" كما هو عليه يعني أن لا حل، كما تضيف المصادر.
اللقاء هذه المرة حمل جديداً، كما تشير المصادر، حيث طُرحت أفكار حول الانتقال من النقاش العام الى الخطوات الجدية، واتفق على استمرار التنسيق.
حراك جنبلاط يتوسّع، ومرة جديدة يبدو أنه سيكون "بيضة القبّان"، فأي فريق لا يملك فائض قوة ولا فائض أكثريات في مجلس النواب، وأي منافسة رئاسية جدية ستُحسَب بميزان "الجوهرجي". ومواقف الأيام الأخيرة توحي بدينامية جديدة يحاول خلقها، وكان آخرها تلويح كتلة اللقاء الديمقراطي بتعليق المشاركة في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية اذا استمرت الدوّامة نفسها، ما يشكّل إيذاناً بالانتقال الى مرحلة جديدة قد تكون عبوراً نحو رئيس جديد للجمهورية.
نادر حجاز - موقع mtv