أشارت كتلة "الوفاء للمقاومة" في بيان الى "ان عيد الأضحى، يقبل هذا العام، فيما لا تزال منطقتنا تتعرض لهجمة استبدادية دموية يتولى فيها الكيان الصهيوني تنفيذ جريمة إبادة موصوفة ضد غزة وشعبها، ويواصل اعتداءاته ضد لبنان وشعبه كما يصر على احتلال مساحات من أرضه واحتجاز بعض الأسرى اللبنانيين وشعوب المنطقة والعالم المستضعف عموما مثقلة بأحزانها الكبيرة جراء فقد العديد من الأحبة الشهداء، قادة ومجاهدين وأهلا أعزاء، وآلام المئات من الجرحى وعذابات الآلاف من النازحين عن قراهم وبيوتهم المدمرة".
أضافت: "ومما يزيد في كمد هذه الشعوب هو التسلط الأميركي المسلح بالفيتو ضد مصالح الشعوب والدول والداعم للإرهاب والعدوانية الصهيونية، إضافة إلى التراخي الدولي والوهن العربي فضلا عن الصمت المريب للنافذين الدوليين وحلفائهم إزاء ما يرتكبه العدوان من إرهاب ومجازر دموية يندى لها جبين البشرية.
ورغم قساوة المشهد العدواني الصهيوني المدعوم أميركيا سواء ضد غزة أو لبنان، فإننا نشد على أيدي المسلمين، واللبنانيين ونؤكد ان الرهان منعقد دوما على قيام ونهضة أهل الشرف والكرامة والتضحية من أبناء الأمّة القادرين بعون الله تعالى على تحويل التهديدات إلى فرص وتبديل المعادلات تحريرا للأرض المحتلة وحفظا للسيادة واستنفاذا للحقوق".
وتابعت: "كما تحضرنا في مطلع شهر حزيران، ذکري ارتحال قائد تاريخي وزعيم نهضوي إسلامي فذ هو الإمام المقدس آية الله العظمى السيد روح الله الموسوي الخميني مفجِّر الثورة الإسلامية في إيران ومؤسس جمهوريتها المباركة، الذي لا يزال رغم مضي ستة وثلاثين عاما على غيابه يلهم المستضعفين والقوى الحية والدول الشريفة مبادئ ومعادلات بناء القوة والقوى في وجه المستكبرين والمحتلين وقيم الصمود والثبات ونصرة المظلومين ومواصلة الاستعداد والمواجهة لكيان الاحتلال الصهيوني الموقت".
وإذ أكدت الكتلة "إعتزازها بمنهجيتة الثورية الإنسانية الرائدة وبحجم التحول الذي أحدثه في ساحة صراع المظلومين ضد المستبدين، فإنها تثمن عاليا الدور القيادي الرعائي الذي يقوم به خليفته سماحة القائد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي دام ظله دعما لمسار الحق والعدل والتحرير في العالم وانتصارا للمضطهدين والمقهورين والمسلوبة حقوقهم وأوطانهم".
واستطردت الكتلة: "وفي لبنان تحضر في الثاني من شهر حزيران ذكرى استشهاد دولة رئيس الحكومة الأسبق والزعيم الوطني الكبير رشيد كرامي كمحطة تؤكد فيها كتلتنا النيابية على ضرورة استلهام مواقفه الوطنية ونصرته لقضية فلسطين العادلة، كما تؤكد أهمية حفظ إرثه ونهجه السياسيين وإدانة مرتكبي جريمة اغتياله التي ستبقى وصمة عار وغدر وتفريط بوحدة البلاد وشعبها".
وختمت: "إن كتلة الوفاء للمقاومة تسجل على ضفاف هذه المناسبات المواقف الآتية:
تؤكد الكتلة وجوب تلمس واعتماد مقاربات ايجابية مسؤولة إزاء القضايا والمسائل الخلافية التي لا يمكن معالجتها بالتحدي والاستقواء بالخارج لفرض إرادة بعض الداخل على الآخرين.
في محاولات وأساليب لن تزيد أزمة البلاد إلا تفاقما وتعقيدا. تجدد الكتلة خطاب التفاهم حول مصلحة البلاد واستقرارها والالتفاف حول أولوية إنهاء الاحتلال الصهيوني وإخراجه من كل أرضنا اللبنانية المحتلة ووقف عدوانه وخروقاته المستمرة وإطلاق الأسرى والشروع جديا في إعادة الإعمار وفتح مسار الإصلاحات على كل الصعد وفي مختلف المجالات.
تشكر الكتلة كل الدول التي تبدي استعدادا جديا للإسهام في إعادة إعمار ما هدمته الحرب العدوانية الصهيونية ضد لبنان، وتعرب عن تقديرها لموقف الجمهورية العراقية الثابت في دعمها للبنان والذي تم تأكيده مؤخرا إبان زيارة فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى بغداد.
تبدي الكتلة انفتاحها وتعاونها مع رؤساء السلطات الدستورية في البلاد ومع القوى السياسية الجادة في تحقيق الاستقرار، وذلك لمعالجة كل مكامن الخلل ونقاط الضعف التي تحول دون أن يترجم لبنان تطلعاته نحو حفظ سيادته ورفض الوصايات عليه وممارسة حقّه الطبيعي في اتخاذ المواقف الوطنية المنسجمة مع قيم مكوناته الإنسانية والأخلاقية ومبادئه الدستورية".
ترفض الكتلة الزيادة التي أقرتها الحكومة مؤخرا على أسعار المحروقات، لا سيما مادة المازوت، وترى أن ذلك سيرتب أعباء ثقيلة لا طاقة للمواطنين ولا لقطاعات الإنتاج الزراعية والصناعية على تحملها، وهي تدعو الحكومة للتراجع عن هذا القرار المجحف كما تطالبها بوضع دراسة مفصلة حول الزيادات المطلوبة للعسكريين وكل العاملين في الإدارات والقطاع العام لإنصافهم جميعا بطريقة عادلة ومتوازنة".