إلتزمت نسبة كبيرة من صيدليات عكار وطرابلس والشمال أمس بقرار نقابة الصيادلة في لبنان بالإضراب الجزئي حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، وذلك احتجاجاً على توقّف المستوردين عن تسليم الدواء للصيدليات عند كلّ تبدّل في سعر الصرف.
نسبة إلتزام الصيدليات بالإضراب الجزئي في مناطق الشمال ولا سيّما في عكار تخطّت 90%... وقال عضو نقابة صيادلة لبنان الدكتور رائد سبسبي لـ»نداء الوطن»: «من 4 سنوات ونحن نعاني أزمة مستمرة. فالشركات تمتنع عن تسليم الصيدليات الأدوية من 4 أيام وكلّما ارتفع الدولار كلّما توقفت عن تسليمنا وهذا يستنزف مخزون الصيدليات من جهة ويؤدي إلى خسارة لأننا نبيع من المخزون بدولار 55 ألفاً مثلاً بينما الدولار قد أصبح 61 ألف ليرة في السوق السوداء وهذا يجعلنا ندفع من جيبنا لتعويض فرق الخسارة».
أضاف: «هناك معاناة كبيرة ونحن نُترك في مواجهة المرضى وكأنّ الصيدليات لا تلبي حاجات المرضى، ونؤكد أنّ ثمة صيدليات أقفلت وأعلنت إفلاسها وأخرى على الطريق لأنها غير قادرة على الإستمرار في ظلّ هذه الأزمة». بعض المواطنين قصدوا الصيدليات صباحاً فوجدوها مقفلة ولم يكونوا على علم مسبق بقرار الإقفال والبعض الآخر انتظر إلى فترة ما بعد الظهر حتى عاودت الصيدليات الإفتتاح من أجل تأمين أدويتهم. وقال خالد الرفاعي لـ»نداء الوطن»: «جلت على عدد من صيدليات منطقة عكار لتأمين الدواء فوجدتها مقفلة ولم أكن على علم بالإضراب، أتفهّم وضع الصيدليات كما أتمنى على وزارة الصحة أن تجد لدولار الأدوية حالة من الإستقرار لأنّ ما يحصل سيجعل المواطن غير قادر على تأمين دوائه في الفترة المقبلة».
وأشارت معلومات لـ»نداء الوطن» إلى أنّ الفوضى في سوق الدواء لناحية الأسعار والتسليم تؤثر على المرضى كما على الصيدليات الذين يقعون سوياً في أزمة واحدة ليس واضحاً كيفية الخروج منها.
ويشهد سوق الدواء في الشمال انقطاعاً لأدوية السرطان والعديد من الأدوية المستعصية، لتنشط السوق السوداء في هذا المجال فيضطر المريض للجوء إلى هذه السوق، وبعض هذه الأدوية يأتي من خارج الحدود لا سيّما من سوريا، حيث تتحكّم السوق السوداء بأسعار الأدوية اللبنانية أو غير اللبنانية كونها هي الملجأ الآن لتأمينها.