الدين والتاريخ والفن

فى مصر الآن ثلاث مناطق مستباحة، وسُطِا عليها بعض الأدعياء، وتولوا مسئولية تشويهها، وسادت حالة من الفوضى وصلت إلى التشكيك فى كل شيء: رموزًا وسُنّة، حتى وصل الأمر إلى القرآن الكريم. وقد سمعت شخصًا يهاجم الترابط النصى فى القرآن، لأنه جُمع بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، بل إن البعض شكك فى بعض الآيات نصًا وتلاوة.

وقد اقترب الهجوم عند البعض من شخصية رسولنا عليه السلام: سُنّةً وحديثًا وأحداثًا، ووصل الأمر إلى أنبياء آخرين. كان التاريخ هو الضحية الثانية أمام قراءات مغرضة واختيارات كاذبة شوّهت الكثير من رموزنا الدينية: سلوكًا ودورًا وأخلاقًا. لقد اختار البعض جوانب سيئة فى شخصيات تاريخية ودينية لها مكانتها ودورها فى حياة الناس.

كان الفن آخر الضحايا، حينما انتشر الفن الهابط: غناءً وتمثيلًا وسلوكًا، وأصبحت حياة الفنانين مصدرًا لمواقع التواصل الاجتماعى لنشر القصص والحكايات الكاذبة.. وكانت أسواق الدراما والسينما أسواقًا رائجة لنشر الأعمال الرديئة..

هذه الثلاثية تمثل أخطر جوانب التردى فى حياتنا الثقافية، التى سقطت بين تشويه الدين وتزوير التاريخ والاعتداء على قدسية الفن. وهذه الحالة من التراجع تحتاج إلى وقفة جادة لإنقاذ العقل المصرى من رياح السطحية والابتذال وسطوة المال المغامر.

إن ما نراه الآن من عدوان على المقدسات، وتشويه التاريخ، والغناء والفن الهابط، يمثل تهديدًا حقيقيًا للثقافة المصرية: دورًا وتأثيرًا وتاريخًا..

فى زمانٍ مضى، كانت هناك قدسية لكل الأشياء. كان من الصعب أن تسمع صوتًا قبيحًا وتراه غناءً جميلًا، وأسوأ الأشياء أن يعتاد الإنسان على القبح. وكنا لا نقترب من قضايا الدين إلا بالعلم، وكنا نقرأ التاريخ لكى نعرف الحقيقة، وليس لكى نشوّه رموزه.

ماذا جرى لنا؟

الأهرام

يقرأون الآن