انطلقت كأس العالم للأندية الموسعة لكرة القدم وسط حضور جماهيري كبير وأجواء احتفالية في ميامي، وهو ما أعطى الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) تطمينات مبكرة بعد مخاوفه من المدرجات الفارغة وعدم الاهتمام العالمي.
ومنح الفيفا بشكل مثير للجدل فريق النجم ليونيل ميسي إنتر ميامي فرصة المشاركة في البطولة ما ضمن وجود أكبر اسم في هذه الرياضة بالبطولة بعد أن قاد كرة القدم إلى آفاق جديدة في بلد غالبا ما يكون ليس متحمسا تجاه اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
واحتشد نحو 61 ألف مشجع في ملعب هارد روك فجر الأحد لمشاهدة الأرجنتيني وزملائه في الفريق وهم يلعبون ضد العملاق المصري الأهلي في مباراة انتهت بالتعادل السلبي.
وكان عدد الحضور كبيرا أيضا يوم الأحد في مباراة باريس سان جيرمان وأتليتيكو مدريد التي انتهت بفوز بطل أوروبا 4-صفر بعدما سيطر الفريق الفرنسي عليها بالكامل.
لكن الفوز الساحق لبايرن ميونيخ بنتيجة 10-صفر على أوكلاند سيتي الذي يمتلك تشكيلة غير متفرغة بالكامل لكرة القدم أظهر الفجوة المثيرة للقلق في فارق الكفاءة بين بعض الفرق المتنافسة.
وكان لجماهير أميركا الجنوبية حضورها المميز.
وحول أكثر من ألف مشجع لفريق بوكا جونيورز، المرتدون اللونين الأزرق والذهبي، شاطئ ميامي إلى ساحة احتفالات أمس الأحد قبل مباراتهم الافتتاحية في البطولة، إذ رددوا أهازيج النادي ولوحوا بالأعلام في مشاهد ذكرتنا بما حدث في كرنفال كأس العالم 2022.
وقال جاستون سان بول، وهو مشجع جاء من إنتري ريوس في الأرجنتين، في حديث صحافي: "أينما ذهبت، ستجد (جماهير) بوكا هنا".
وأضاف مشيرا لتجمع الجماهير قبل المباراة ورفع أعلام بوكا جونيورز: "أينما ذهبنا نفعل ذلك".
وكانت تذاكر مباريات بوكا جونيورز وريال مدريد هي الأكثر والأسرع مبيعا، وفقا للفيفا الذي قال إن أكبر الأسواق التي تزاحمت على الشراء بعد الولايات المتحدة كانت البرازيل والأرجنتين والمكسيك.
وكان ميسي عنصرا أساسيا لخطف الأنظار في المباراة الافتتاحية بمطلع الأسبوع، إذ أدى وجوده إلى الاهتمام بإنتر ميامي مع ضمان بريق عالمي للبطولة.
لم ينجح ميسي، الذي حظي بتصفيق حار من الجماهير قبل انطلاق المباراة، في هز شباك الأهلي لكنه قدم لمحات من التألق في مباراة قوية وتنافسية.
ولا يعول الفيفا على نجومية ميسي فحسب، بل يعتمد أيضا على استراتيجية بث جديدة جوهرية. إذ تبث البطولة مجانا حول العالم عبر منصة دازون في صفقة بقيمة مليار دولار.
وجاء هذا الاتفاق في أعقاب استحواذ شركة سرج للاستثمار الرياضي، وهي شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، على حصة أقلية في دازون مقابل مليار دولار أميركي، وهو مؤشر آخر على البصمة المتنامية للمملكة على صعيد الاستثمار الرياضي.
وتعد هذه الشراكة، إحدى أكبر حزم البث في تاريخ كرة القدم، أساسية في مساعي الفيفا لتعزيز دور التفاعل الرقمي وتدشين كأس العالم للأندية بصفتها حدثا عالميا قبل كأس العالم 2026 في أمريكا الشمالية.
وكانت جوائز البطولة البالغ مجموعها مليار دولار، منها 125 مليون دولار، بمثابة حافز واضح للأندية الأوروبية.
قال كارل-هاينز رومنيجه، نجم بايرن السابق، قبل المباراة "الأمر ينطوي على مبالغ طائلة. إذا أتيحت لك فرصة ربح مبلغ كبير من المال في بطولة ما، فعليك اغتنامها".
ومع تقديم الجماهير سببا لبهجة الفيفا، أثارت مباراة بايرن أمام أوكلاند سيتي أسئلة محرجة حول التكافؤ بعدما سحق بطل ألمانيا منافسه القادم من نيوزيلندا بنتيجة 10-صفر.
وعلى الرغم من المنافسة غير المتكافئة في سينسيناتي، كان المزاج العام للمنظمين متفائلا، إذ وصفوا مباريات مطلع الأسبوع بأنها حققت نجاحا باهرا.
لكن العديد من سكان فلوريدا لم يكونوا على علم بإقامة حدث عالمي لكرة القدم في ولايتهم.
وقال أحد الأشخاص العاملين في مطعم بشاطئ ميامي "هل تقام كأس العالم؟ للهوكي؟".