دولي

من دون دعم أميركي.. كم يمكن أن تصمد إسرائيل في مواجهة إيران؟

من دون دعم أميركي.. كم يمكن أن تصمد إسرائيل في مواجهة إيران؟

منذ يوم الجمعة 13 حزيران/يونيو، يشهد الصراع بين إيران وإسرائيل تصعيدًا "غير مسبوق"، مع تكرار مشهد تبادل النيران فوق الأجواء الإسرائيلية، حيث تطلق المئات من الصواريخ الباليستية الإيرانية باتجاه إسرائيل، تقابلها أنظمة دفاع جوي متطورة تحاول اعتراضها.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية: "إنه ورغم النجاح في التصدي لهذه الهجمات، إلا أن المخاوف تتزايد بشأن قدرة الطرفين على الصمود في مواجهة قد تطول وكيف يمكن أن تصمد إسرائيل أمام الصواريخ الإيرانية دون دعم من واشنطن".

حاجة إسرائيل إلى الدعم الأميركي

تتحدث التقييمات الاستخباراتية الأميركية والإسرائيلية عن أن إسرائيل قد تتمكن من الصمود لـ10 إلى 12 يوما إضافيا، في حال استمرت الهجمات بنفس الوتيرة، ما لم تحصل على دعم مباشر وفوري أو ذخائر من الولايات المتحدة.

يقول مصدر مطلع لـ"واشنطن بوست": "قد تضطر إسرائيل قريبا إلى اختيار ما تصده وما تتركه، لأن النظام أصبح مثقلا".

وتشير بعض المصادر إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ بالفعل بترشيد استخدام صواريخ الاعتراض، ما قد يؤثر على قدرته في التصدي الكامل لأي هجوم واسع.

من جانب آخر، وبينما تنجح إسرائيل في التصدي لمعظم الصواريخ، إلا أن ذلك يأتي بتكلفة عالية. وقدرت صحيفة "ذا ماركر" الاقتصادية الإسرائيلية تكلفة الدفاع الصاروخي بحوالي مليار شيكل (نحو 285 مليون دولار) يوميا، ما يطرح تساؤلات حول مدى قدرة إسرائيل على الاستمرار في الدفاع بنفس المستوى.

القدرات الإيرانية تتآكل

وفقا لتقديرات استخباراتية إسرائيلية، كانت إيران تمتلك نحو 2000 صاروخ بعيد المدى، لكن ضربة إسرائيلية مباغتة داخل الأراضي الإيرانية أدت إلى تدمير نسبة كبيرة من هذه الترسانة في الساعات الأولى من التصعيد.

ومنذ بداية العمليات، أطلقت إيران نحو 400 صاروخ، في حين تؤكد تل أبيب أنها نجحت في تدمير 120 منصة إطلاق، وهو ما يمثل تدمير ثلث منصات الإطلاق الإيرانية.

ويشير مسؤولون عسكريون إسرائيليون إلى أن وتيرة الهجمات الإيرانية بدأت تتراجع بشكل ملحوظ. ففي حين أطلقت إيران أكثر من 150 صاروخا في الليلة الأولى، انخفض هذا العدد إلى 10 فقط بحلول الثلاثاء.

وبالرغم من هذا التراجع، يحذر محللون من أن أكثر من نصف الترسانة الإيرانية لا يزال في الخدمة، بالإضافة إلى صواريخ قد تكون مخزنة في مواقع سرية تحت الأرض.

الأنظمة الدفاعية في اختبار صعب

وتمتلك إسرائيل نظام دفاع جوي متعدد الطبقات يشمل القبة الحديدية، مقلاع داوود، منظومات "آرو"، بالإضافة إلى أنظمة باتريوت وثاد الأميركية.

من جانب آخر، يرى خبراء أن اعتماد إسرائيل على صواريخ "آرو" الباهظة (3 ملايين دولار للصاروخ) يمثل نقطة ضعف، خاصة أن القبة الحديدية غير فعالة أمام الصواريخ الإيرانية المتطورة التي تدخل الغلاف الجوي بسرعات تفوق سرعة الصوت.

ويعتبرون أن نقطة التحول في المواجهة قد تكون في قدرة إسرائيل على تدمير منشآت إنتاج الصواريخ الإيرانية. ويقول جيم لامسون، محلل سابق في الاستخبارات الأميركية: "إذا استمرت إسرائيل في تدمير منشآت التصنيع، فستواجه إيران صعوبات كبيرة في إعادة بناء قدراتها الصاروخية".

يقرأون الآن