دولي

ماذا ينتظر الشرق الأوسط حال سقوط النظام في إيران؟

ماذا ينتظر الشرق الأوسط حال سقوط النظام في إيران؟

تصاعدت التحذيرات الدولية من احتمالية مشاركة الولايات المتحدة في الحرب التي تشنها إسرائيل ضد إيران واحتمالية أن يؤدي ذلك لسقوط النظام في ظهران.

وحذّرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية من أن الاستجابة الأميركية لضغوط إسرائيل بشن هجوم شامل على إيران، قد تفتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط، وتمتد تداعياتها لتشمل الأمن العالمي، مشبهة السيناريو المحتمل بما جرى عقب غزو العراق عام 2003.

وقالت الصحيفة في تحليل مطول إن إسقاط النظام الإيراني لا يعني بالضرورة بداية مرحلة أكثر استقرارًا، بل على العكس، قد يؤدي إلى فوضى شاملة تشمل تفكك الدولة، وظهور جماعات متطرفة، وانهيار اقتصادي يمتد تأثيره إلى أسواق الطاقة العالمية.

“هدم الباب أسهل من بناء السلام”

وصفت الصحيفة أي هجوم عسكري شامل على إيران بأنه سيكون أشبه بـ”هدم الباب”، معتبرة أن العملية العسكرية قد تنجح في تدمير “المخابئ النووية” المدفونة في عمق الجبال، لكنها في المقابل ستدمر الجمهورية الإسلامية نفسها وتُدخل البلاد والمنطقة في حالة من عدم الاستقرار طويل الأمد.

وأضافت: “بمجرد انهيار النظام، لن يتحقق السلام الموعود، بل سنشهد حالة فوضى شبيهة بما حدث في العراق بعد سقوط صدام حسين، حين تحوّلت المنطقة إلى مستنقع دموي احترق فيه الجنود الأمريكيون والبريطانيون”.

فوضى ما بعد سقوط النظام في إيران

استذكرت “ديلي ميل” أن الفوضى التي أعقبت غزو العراق، وفّرت البيئة المثالية لنشأة تنظيم داعش بعد سنوات، ورجّحت أن يتكرر المشهد ذاته إذا سقط نظام علي خامنئي، حيث سيؤدي انهيار الدولة إلى فراغ أمني وسياسي قد تستغله التنظيمات المتشددة للعودة مجددًا إلى الساحة، في إيران وربما خارجها.

كما توقعت الصحيفة أن يشهد العالم صراعًا مفتوحًا بين القوى الكبرى في حال انهيار الدولة الإيرانية، حيث ستتسابق الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، والهند، إلى جانب إسرائيل، للسيطرة على الأراضي ومصادر الطاقة الإيرانية، في مشهد قد يُعيد “اللعبة الكبرى” إلى الواجهة.

وأشارت إلى أن تعطيل إمدادات النفط الإيراني قد يُقيد السوق العالمية لسنوات وربما لعقود، ما يهدد بارتفاع أسعار الطاقة وتأثيرات اقتصادية عالمية.

تفكك داخلي في إيران

أبرزت الصحيفة المخاطر الداخلية التي قد تواجه إيران، مشيرة إلى أن التركيبة السكانية والعرقية للبلاد، أكثر تعقيدًا من العراق، حيث يتجاوز عدد سكانها 90 مليون نسمة، يتوزعون بين الفرس، والأذريين، والعرب، والبلوش، والأكراد.

وحذّرت من أن انهيار النظام سيُسقط الغطاء الذي وفره “الإسلام الشيعي الموحد”، ويفتح الباب أمام الانفصال والاقتتال الداخلي، مع احتمال ظهور “أمراء حرب” يسيطرون على مناطق متنازعة، كما حدث في أفغانستان ويوغوسلافيا السابقة.

قلق تركي وروسي

ولم تغفل “ديلي ميل” عن المخاوف الإقليمية، مشيرة إلى أن تفكك إيران قد يُلهب النزعة الانفصالية لدى أكراد تركيا، التي تضم أكثر من 28 مليون كردي، مما قد يدفع أنقرة إلى تدخل مباشر لمنع قيام كيان كردي موحد يمتد من العراق إلى إيران وتركيا.

كما توقعت أن تشعر روسيا بقلق بالغ إذا دخلت إيران في مرحلة تفكك، لما قد يسببه ذلك من ارتدادات على حدودها الجنوبية والقوقاز وآسيا الوسطى.

مصير السلاح النووي بعد سقوط النظام في إيران

في مفارقة لافتة، خلُصت الصحيفة إلى أن النظام الإيراني القادم قد يكون أكثر تصميماً على امتلاك السلاح النووي، إذ ترى القيادة الجديدة أن فشل النظام السابق في بناء رادع نووي هو ما أدى لسقوطه.

وقالت: “حتى لو سقطت الجمهورية الإسلامية، ستظل المعرفة التقنية لبناء القنبلة النووية قائمة، وقد يقرر الحكام الجدد بناء سلاحهم النووي كضمانة ضد أي تدخل خارجي مستقبلًا، كما فعلت كوريا الشمالية والصين سابقًا”.

يقرأون الآن