مع استمرار تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، وبعد صدور تحذيرات دولية من تداعيات الضربات الإسرائيلية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، باتت هناك مخاوف حقيقية من وقوع تسريبات إشعاعية أو من انبعاث مواد كيمياوية.
هذه المخاطر قد تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط بمعظمها.
وفي هذا السياق، قال خبراء مصريون إنه لا يوجد مخاطر حقيقية على مصر والمنطقة إلا في حالة ضرب إسرائيل لمفاعل بوشهر، وهو أمر صعب للغاية، لأنه إذا جرى ضربه فإنه "سيتحول إلى تشيرنوبيل آخر"، بحسب تعبيرهم.
وقال كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق، الدكتور يسري أبو شادي: "حتى الآن تبدو المخاطر محدودة للغاية. ليس هناك سوى مجرد بعض التسريب لليورانيوم الغازي من مدينتي نطنز وأصفهان، لكنه غير مؤثر نهائياً ولا يمتد لخارج إيران".
وأشار أبو شادي إلى أنه "لا مخاطر حقيقية على مصر والمنطقة إلا في حالة ضرب إسرائيل أو أميركا لمفاعل بوشهر، حينها سنكون أمام كارثة نووية حقيقية، ليس فقط على إيران، بل على المنطقة وصولاً لمصر وفلسطين وإسرائيل والأردن وسوريا"، مضيفاً: "هذا هو الخطر الحقيقي".
وتابع: "هناك خطر آخر على البيئة، وهو إذا جرى استهداف آبار ومصافي البترول، وقد بدأنا نرى ذلك، لكن في حال التوسع في هذه الضربات، فسيحدث تلوث كربوني عال، يؤثر بشكل كبير على البيئة والاحتباس الحراري".
وفي السياق نفسه، قال الخبير العسكري والاستراتيجي المصري والمستشار في "كلية القادة والأركان"، اللواء أركان حرب، أسامة محمود كبير، إنه "في حال توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية.. ومع الأخذ بعين الاعتبار أن نسبة التخصيب الحالية تصل إلى 60 بالمئة وفقاً لما أعلنه الإيرانيون، فإن التأثيرات الناتجة عن أي تسريبات إشعاعية أو غير إشعاعية لن تتعدى حدود إيران نفسها لأن هذه النسبة تشير إلى أن هذا التخصيب مستمر لأغراض سلمية".
وأوضح أن "الخطورة تكون بحال وصول نسبة التخصيب إلى 90 بالمئة فأكثر، لأنها هنا تتحول أغراضه إلى التصنيع العسكري، وذلك وفقاً للتصنيف الاستراتيجي، وهنا بحال استهدافه تكون تأثيراته كبيرة وخطيرة"، مضيفاً: "إذا جرى استهداف هذه المنشآت، سواء في أصفهان أو تبريز أو فوردو، فالمتوقع أن تكون تأثيرات الضربات محدودة ولا تتعدى رقعة المنطقة المحيطة بالمنشأة بكيلومترات بسيطة، ولا تؤثر على دول الجوار".
وتابع قائلاً: "إذا كانت النسبة المعلنة غير حقيقية، وكان التخصيب وصل إلى 90 بالمئة فأكثر، وجرى استهداف المفاعل، فهنا سيختلف التقدير، وتصل الإصابات والدمار إلى دول المنطقة، وذلك طبقاً للمسافات الحدودية ولاتجاه الرياح السائدة في المنطقة، وطبقاً لحجم الإنتاج الموجود في المفاعل"، مؤكداً أنها "كلها أمور فنية لا نستطع تقديرها، ولا نريد أن تتطور الأمور وتصل لهذه الدرجة الخطيرة، خاصة أن تأثيرها يمتد على مدار سنوات وعقود وتظهر آثاره السلبية لسنوات".