دولي

وول ستريت جورنال: إيران تفاضل بين خيارين "أحلاهما مرّ"

وول ستريت جورنال: إيران تفاضل بين خيارين

رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في قصف المنشآت النووية الإيرانية وضع القيادة في طهران أمام معضلتين، هما الرد السريع والمجازفة بتوسيع حرب مدمرة، أو العودة إلى طاولة المفاوضات، وهي خطوة قد تُرغم إيران على تقديم تنازلات لصالح واشنطن.

وبحسب الصحيفة، حاولت إيران كسب الوقت عبر التقليل من تأثير الضربات على منشآتها النووية، إذ أعلنت وسائل الإعلام الرسمية أن الأضرار في منشأة فوردو اقتصرت على نفق المدخل، في حين تم نقل المعدات الحيوية مسبقاً.

كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لم يتم رصد أي تسرب إشعاعي، ما قد يخفف الضغط الشعبي للرد الفوري، ويمنح النظام فرصة لوضع خطة تردع الضربات الأميركية والإسرائيلية مستقبلاً.

وترى "وول ستريت جورنال" أن القرار الذي ستتخذه طهران في هذه اللحظة قد يحدد ليس فقط مستقبل الاستقرار في المنطقة وصادرات الطاقة العالمية، بل ربما مصير النظام الإيراني ذاته.

وقال الخبير في شؤون الشرق الأوسط وعضو المجلس الاستشاري العالمي لمركز ويلسون بواشنطن، محمد أمرسي، إن إيران قد تختار تنفيذ ضربات رمزية ضد أهداف غربية، بالتزامن مع السعي لهدنة مع إسرائيل، مقابل تخفيف العقوبات الغربية، أو التصعيد واستهداف مواقع استراتيجية في العراق ولبنان وسوريا، وصولاً إلى منشآت داخل إسرائيل.

وأضاف: "في حال قررت طهران الخيار الثاني، فعليها أن تتوقع تدخلاً أميركياً مباشراً مجدداً".

ووفقاً للصحيفة، اقتصرت ردود إيران الأولية على إطلاق صواريخ باليستية نحو مناطق عدة في إسرائيل، ما أسفر عن إصابة 16 شخصاً في تل أبيب، بحسب خدمات الطوارئ.

وتضيف الصحيفة أن هدف طهران من سيناريو إغلاق مضيق هرمز قد يكون إشعال أزمة في إمدادات النفط، ورفع الأسعار وإرباك الأسواق العالمية، في محاولة للضغط على واشنطن للعودة إلى المسار الدبلوماسي.

إلا أن هذا المسار محفوف بالمخاطر، وقد يؤدي إلى موجة جديدة من الضربات الأميركية، التي تُهدد بقاء النظام الإيراني.

ويرى بعض المحللين أن إيران قد تفضّل خياراً أكثر حذراً.

وقال رئيس شركة "باكزاد للاستشارات" الأوروبية، مصطفى باكزاد، إن طهران قد تلجأ إلى مضايقة حركة الملاحة البحرية لرفع أسعار النفط، وهو ما قد يضر بالاقتصاد الأميركي في ظل رئاسة ترامب.

كما تطرقت الصحيفة إلى الرد الإيراني على اغتيال قاسم سليماني عام 2020، حيث أطلقت إيران حينها صواريخ على قواعد أميركية في العراق، ما أدى إلى إصابة عشرات الجنود دون قتلى، ما اعتُبر رداً رمزياً محسوباً.

لكن السؤال الآن – كما ترى الصحيفة – هو ما إذا كانت إيران تملك فعلاً القدرة العسكرية على توسيع الحرب، بعد 10 أيام من ضربات إسرائيلية، طالت ترسانتها الصاروخية وبنيتها القيادية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إسرائيل دمّرت نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.

وقال الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، مايكل سينغ، إن "إيران في وضع تقليدي أضعف بكثير، لكنها ما تزال تحتفظ بقدرات غير تقليدية، من بينها الهجمات السيبرانية والوكلاء المسلحون".

وفي هذا السياق، نوهت الصحيفة إلى أن الميليشيات التي تديرها إيران في المنطقة لم تنخرط حتى الآن بشكل كامل، باستثناء تهديدات حوثية باستهداف سفن أميركية في البحر الأحمر، حال استمرت الضربات على إيران.

من جانبه، قال محمد الباشا، مؤسس شركة "الباشا" للأبحاث الأمنية ومقرها الولايات المتحدة، إنه يتوقع "ردوداً مدروسة من وكلاء إيران" على غرار الرد الرمزي بعد مقتل سليماني، مشيراً إلى أن ميليشيات مثل الحوثيين وحزب الله العراقي ستستهدف المصالح الأميركية، دون الدخول في حرب شاملة.

مع ذلك، حذّر المرشد الأعلى علي خامنئي في وقت سابق من أن أي تدخل عسكري أميركي "سيُقابل برد لا يمكن إصلاحه".

كما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر منصة "إكس"، إن الضربات الأميركية "ستكون لها عواقب دائمة"، مؤكداً أن إيران "تحتفظ بجميع الخيارات لحماية سيادتها ومصالحها وشعبها".

ووفقاً للصحيفة، يدعو بعض أعضاء البرلمان الإيراني إلى الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، في حين ترى بعض التيارات المتشددة أن بناء قنبلة نووية هو السبيل الوحيد لاستعادة الهيبة الإقليمية، وصد التهديدات.

يقرأون الآن