من الجميل والرومانسي تقديم الورود والهدايا للشريك تعبيراً عن حبّه يوم عيد العشّاق. لكنّ الأهمّ من كل ذلك هو الاعتناء بصحّته عموماً ونظامه الغذائي خصوصاً على مدار السنة، للتمكّن من العيش معه لأطول فترة مُمكنة، بعيداً من الأمراض.
أكّدت اختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين، لـ»الجمهورية»، أنّه «لا يمكن الحفاظ على صحّة جيّدة من دون الاهتمام جيداً بالشقّ الغذائي. إذ إنّ النظام الغذائي المتنوّع والمتوازن يُلبّي احتياجات الجسم لكافة الفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة وغيرها من المغذيات المطلوبة، كي تتمكّن مختلف الأعضاء من إتمام وظائفها بشكلٍ طبيعي ومنع تعرّضها لأي خلل يُهدّدها بالمرض».
وقالت قسطنطين: «في حين أنّ العناصر الغذائية الأساسية مشتركة عند الجنسين، إلّا أنّ بعضها مطلوب بجرعة أكبر عند الرجال، والعكس صحيح. يرجع السبب إلى اختلاف تركيبة الجسم بين المرأة والرجل، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل الرياضة، والعمر، والحمل، والرضاعة، والشيخوخة».
وتطرّقت إلى أبرز العناصر الغذائية والمأكولات التي يجب على الحَبيبَين الحرص على إدخالها إلى الوجبات بانتظام:
- البروتينات: إنّها ضرورية لبناء العضلات وتقويتها، وضمان سلامة الهورمونات ووظائف الأعضاء الحيوية. يحتاج الرجل إلى البروتينات أكثر من المرأة بما أنّ كتلته العضلية أكبر. بشكلٍ عام، يجب أن يستهلك نحو 56 غ من البروتينات يومياً، في حين تنخفض الكمية عند المرأة إلى 46 غ. إنّها مخبأة في اللحوم، والدجاج، والسمك، والحبوب...
- الحديد: يُعدّ نقص هذا المعدن من المشكلات الشائعة عند الرجال والنساء، مُسبِّباً فقر الدم. إنّ الحديد أساسي لنقل الأوكسجين إلى مختلف أنسجة الجسم، وتشكيل الإنزيمات. تفقد المرأة نسبة أعلى من الحديد بسبب نزيف الدورة الشهرية الذي لا يتمّ أحياناً تعويضه بشكلٍ صحيح. يُنصح بالتركيز على مصادر الحديد مثل اللحوم الحمراء، والبيض، والحليب، والملوخية، والسبانخ، والبقوليات... أو تناول المكمّلات الغذائية عند الضرورة.
- الليكوبين: إنّها عبارة عن مادة مضادة للأكسدة تمنح الخضار والفاكهة لونها الأحمر والوردي مثل البندورة، والبطيخ، والغريب فروت... ثبُت أنّ الليكوبين مهمّة جداً لصحّة القلب، وخفض خطر الإصابة بأنواع سرطانية عديدة خصوصاً سرطان البروستات بنسبة لا تقلّ عن 30 في المئة. كما وجدت الدراسات أنّ الليكوبين تُحسّن جودة السائل المنوي، وبالتالي يُنصح الرجال بالتركيز دائماً على معجون البندورة والحصول على نحو ملعقتين كبيرتين منه يومياً.
- الكالسيوم: تُعتبر هشاشة العظام وكسورها من أكثر المشكلات الصحّية التي تُهدّد النساء بعد مرحلة انقطاع الطمث. لذلك يجب على المرأة التركيز على الكالسيوم لزيادة كثافة العظام في مختلف مراحل حياتها. من أهمّ مصادره الغذائية الحليب، والجبنة، واللبنة، والخضار الورقية الخضراء، والسمسم، والسلمون، والحبوب المدّعمة به. كذلك يجب عدم إهمال الفيتامين D لتعزيز امتصاص الكالسيوم، من خلال التعرّض لأشعة الشمس واستهلاك الأطعمة التي يختبئ فيها كالسلمون، والبيض، والحليب.
- ثمار البحر: مثل القريدس، والمحار... إنها غنيّة بالبروتينات، والفيتامينات، والمعادن المهمّة خصوصاً لصحّة الرجل، لاحتوائها على الزنك الضروري لإنتاج السائل المنوي، وتقوية الخصوبة، ورفع هورمون التستوستيرون، والوقاية من تضخّم البروستات.
- الخضار الخضراء: إنّها تشمل السبانخ، والخسّ، والقرنبيط، والبروكلي... وتتميّز بغناها بالعناصر الغذائية المهمّة مثل الفيتامين K، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والألياف، وهي ضرورية للمرأة خصوصاً لأنّها تساعد على الوقاية من سرطان الثدي.
وبمناسبة عيد العشّاق، دعت قسطنطين الشريكين إلى «الاهتمام ببعضهما غذائياً وصحّياً، والتركيز على الأطعمة عالية الجودة، وزيادة الحركة، والخضوع للاختبارات الطبية اللازمة بشكلٍ روتيني مثل فحص البروستات، والقولون، والتصوير الشُعاعي للثدي».