التحضيرات لإحياء الذكرى الثامنة عشرة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري، ارتفعت وتيرتها على مسافة يوم واحد من الثلاثاء في 14 شباط، وانشغل تيار «المستقبل» بمختلف مناطقه لإنجاحها، في رسالة خاصة هذا العام وتختلف عن سوابقها بعد قرار الرئيس سعد الحريري تعليق الحياة السياسية والنيابية حتى إشعار آخر.
وتؤكّد مصادر «المستقبل» لـ»نداء الوطن» أنّ التحضيرات تجري على قدم وساق على محورين، الأول: ملاقاة الرئيس الحريري عند الضريح بحشد يليق بصاحب الذكرى ويؤكّد على رسالة الحضور السياسي والشعبي رغم الغياب النيابي، والثاني في «بيت الوسط» تأكيداً على متابعة مسيرة ومشروع الرئيس الشهيد، وعلى قاعدة «كلّما مضى الوقت كلّما رأينا كم الخسارة كبيرة باغتياله».
في المقابل، يرى مراقبون أنّ إحياء الذكرى هذا العام تحديداً يحمل قراراً ضمنياً بشدّ العصب الازرق، واستنهاض قواعده بعد كوادره وقطاعاته لمواكبة تداعيات الأزمات السياسية والإقتصادية والمعيشية الخانقة التي يترنّح تحت وطأتها لبنان والإصرار على الحفاظ على حضوره بعدما حاول البعض أن يرثَ جانباً من غيابه وخاصة خلال الانتخابات النيابية، أو محاولة الإيحاء بأنّ دوره انتهى على الساحة اللبنانية.
وفي أروقة الصالونات السياسية والعائلية، تدور أحاديث مختلفة ومتفاوتة على أنّ إحياء الذكرى هذا العام، يحمل رسالة إضافية في الرغبة غير المباشرة ومن دون المواجهة، بإقفال الأبواب على أي استقطاب جديد خاصة بعد اللقاءات التشاورية التي عقدها بهاء الحريري في قبرص حيث استضاف شخصيات لبنانية من العاصمة بيروت وطرابلس والشمال، من دون أن تمتدّ إلى صيدا لاعتبارات كثيرة ومنها ما يتعلّق بـ»العمّة» بهية الحريري.
وفي مسقط الرأس، جدّدت المدينة وفاءها ومحبّتها للرئيس الشهيد حيث رُفعت في بعض الساحات والشوارع والاحياء وبمبادرة من بعض أبنائها لافتات تؤكّد الثبات على نهجه ومسيرته ومنها «رح تبقى صيدا لرفيق الحريري قلعة وفا لأهل الوفا»، «18 سنة وبالقلب باقي»، «18 سنة... اشتقنالك»، «الرئيس الشهيد رفيق الحريري... سيبقى نهجك ومسيرتك شاهداً للأجيال»، «18 سنة... باقون على العهد»، «18 سنة... ما مننسى»، «رفيق الحريري معك لتخلص الدني».
وواصلت رئيسة «مؤسّسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة» بهية الحريري عقد الاجتماعات في دارة مجدليون، مع مختلف قطاعات تيار «المستقبل» في صيدا والجنوب بحضور منسّق عام الجنوب مازن حشيشو وأعضاء مكتب المنسّقية. وأكدت الحريري على متابعة مسيرة ومشروع الرئيس الشهيد، وقالت: «إنّ تعليق الرئيس سعد الحريري للعمل السياسي لم يكن تعليقاً للعمل بالشأن العام وهو لم ولا ولن يترك الناس، ونحن حتى عندما اشتغلنا بالسياسة لم نقاربها إلا من باب علاقتنا وقربنا من الناس وتفهّمنا لوجعهم منذ زمن بعيد وحتى قبل السياسة، فمؤسسة الحريري التي عمرها 43 سنة لم تشتغل الا لمصلحة الناس. وفي كل الظروف الإستثنائية التي مرّت على البلد كانت المؤسسة في المقدّمة في التخفيف عن الناس من وطأة الأزمات. هذه كانت رسالة رفيق الحريري، وبوجوده وبغيابه لم ولن تتغيّر نحن مؤمنون بالبلد وبدوره وسنكمل المشوار واياكم، المهمّ أن لا نفقد الأمل بالبلد وبالمستقبل، وإن شاء الله الأيام القادمة تكون أفضل من التي مرّت».
محمد دهشة - نداء الوطن