يواصل الدولار ارتفاعه الجنوني، ومعه الخوف المتنامي من انفلات الوضع في أي لحظة والوصول الى ما لا تُحمد عقباه، وما شهدته طرابلس من إطلاق نار وفوضى أشبه بـ"بروفا" لما يمكن أن نصل إليه. فهل تنطلق الشرارة الأولى من مناطق الحرمان؟
العميد المتقاعد جورج نادر أعلن، عبر موقع mtv، "أننا بصدد الإعداد لخطوات "بتوجّع" في الأيام المقبلة ونتشاور مع الجميع لأن الوضع لم يعد يحتمل. نرى الغلاء الفاحش الحاصل والارتفاع الجنوني للدولار، وهذا ما كنا نتوقعه أصلاً وحذّرنا منه".
إلا ان نادر اعتبر أن "المشكلة الكبيرة التي نواجهها هي أي سلطة سنتوجه اليها، في ظل عدم وجود رئيس جمهورية وسلطة تنفيذية مشلولة ومجلس نواب مشلول. وبالتالي مَن السلطة التي سنطالبها ونتحدث معها؟ وبالتالي يجب اتخاذ خطوات جريئة وغير مسبوقة، ولذلك نعمل على دراسة مدى تجاوب الناس معها ومدى فاعليتها إذا قمنا بها".
وعن مشهد طرابلس أمس، قال نادر: "الذين ينزلون الى الشارع يتحركون كردة فعل طبيعية للناس الجائعة التي تفجّر غضبها ولا يمكن إلقاء اللوم عليها، حتى ولو كان هذا التحرك في غير محلّه. فرفع السلاح وإطلاق النار على تاجر أو اقفال محل تجاري لا يحقق الهدف المطلوب، فليس هذا التاجر هو سبب غلاء الدولار. فنحن لن نلقي اللوم عليهم ولكن لا يجب تشجيعهم على أعمال الشغب. فهذه الأعمال خطيرة جداً ولا نريد الوصول الى مرحلة لا يمكن فيها ضبط الأوضاع وندفع حينها جميعنا الثمن".
وعن خطة تحركهم، أكد نادر أن "أي خطوة سنقوم بها ستكون مدروسة من الجوانب كافة وبدون أعمال شغب وتكلفة على الناس. فأمس رأينا الخطورة بعد ما حصل في طرابلس من إطلاق نار وسقوط جريح في صفوف الجيش اللبناني ولا نريد الوصول الى هذه المرحلة، فالجيش ليس واجهة السلطة ولا المواطن خصم ولا المحل التجاري أيضاً. ولذلك يجب تفجير الغضب في المكان الصحيح وتخفيف من وطأة الأعمال العنفية".
فهل من خوف حقيقي من تفلّت أمني أو فوضى؟ يجيب نادر: "طبعاً أخاف من الفوضى، ومنذ عام قلت إنّنا سنصل الى مشكلة كبيرة لن نستطيع ضبطها"، مضيفاً "أخاف كثيراً من المرحلة المقبلة، لذلك نتواصل مع شبابنا في طرابلس وفي مختلف المناطق للتهدئة، ونحن نتفهّم وجعهم ونحن من الناس في النهاية. ولكن هناك أحزاب للسلطة وعملاء لجهات خارجية وجهات عدة يهمها تفجير الوضع، إنّما التفجير العنفي المسلّح يقضي على ما تبقى من الوطن برمته وهيبة الدولة انتهت للأسف".
وشدد نادر على ان "الخوف هو من اختلاط الجائع بالأزعر، الجائع يريد تفجير غضبه والأزعر يريد استغلال غضب الجائع للسرقة والنهب وتنفيذ مخططات. وهنا يجب التمييز بين الاثنين ولذلك نتواصل مع أبناء المنطقة لنحمي الجائع وترك الازعر لتتصرف معه الأجهزة الامنية".
نادر حجاز - موقع mtv