على الرغم من التوقيفات الأخيرة التي طالت صرافين ومضاربين على الليرة اللبنانية، الّا انّ الدولار يواصل جنونه متخطيّاً عتبة الـ 80 الفاً صباح اليوم، وسط خشيّة كبيرة من تهديدات امنيّة بحكم انّ البلد قابع على برميل بارود قد ينفجر في أيّة لحظة بسبب الاوضاع السيئة للغاية.
على اي حال، من يراقب الوضع الداخلي، يُدرك انّ لبنان يعوم على صفيح ساخن، قدّ يزلزل الامن والسياسية معاً في ظل المصائب والويلات التي تمر فيها البلاد، والتي تضرب مختلف القطاعات، دون اخذ اجراءات من قبل السلطة القائمة للحدّ من وتيرة الانهيار.
في ظل استعصاء سياسي واعتراضات بالجملة وخلافات دستورية لا تنتهي، يسود "صمت رئاسي"، فالمشاورات والاتصالات كلها تجمدت، اذ ان جولة سفراء الدول التي حضرت "الاجتماع الخماسي" في باريس، لكسر الجمود على خط انتخاب رئيس جديد ، لم تؤد الى اي تقدم، بحيث الجميع كان ينتظر حلّاً او امر عمليات من الخارج يعالج الازمة السياسيّة، لكنه لم يأتِ.
وعلى وقع هذا التدهور، شهدت عاصمة الشمال طرابلس امس اطلاق رصاص كثيف وقطع طرق في عدد من الشوارع بسبب ارتفاع "الدولار الاسود"، كما استهدف اعضاء في جمعية صرخة المودعين، 6 مصارف اليوم اضرموا النار فيها، ثم توجهوا الى منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في حرش تابت، اضرموا النار امامه، محاولين إقتحامه.
والخشية من انّ الظروف المريبة، قد تدخلنا في متاهات امنيّة خطيرة، وحديث وزير الداخليّة والبلديّات بسام مولوي، مؤشر الى ذلك بعدما اطلق تحذيراته خلال اجتماعه مع نقابة السائقين العموميين في السراي الحكومي قبل ايام، اذا قال "انّ البلد لا يمكن ان يحتمل اي انزلاق امني غدًا او اي يوم اخر". وهنا لا تخفي مصادر واسعة الاطلاع خوفها من تفجر الاوضاع على خلفيّة التدهور الحاصل، ومحذرة من ان فلتانا امنيا لن يقتصر على منطقة دون الأُخرى، لا سيما اذا لم تُبادر السلطة السياسيّة، التي لا تملك قدرة التعامل مع الازمة، الى اتخاذ موقف يحدث خرقا في جدار المشاكل المستعصية.
ويختم المصدر: الامور مفتوحة على مصراعيها ويجب الاستعداد لأيّ احتمال.
شادي هيلانة - أخبار اليوم