رأت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن هناك مفتاحاً لإسرائيل يمكنها من الحفاظ على الهدوء مع إيران، مشيرة إلى أن طهران، مثل تنظيم "حزب الله"، وكما تعمل إسرائيل على منع التنظيم من إعادة بناء قوته وإنشاء بنية تحتية مسلحة في الجنوب اللبناني، عليها ضمان إمكانية تطبيق أي تفاهم مستقبلي.
وأضافت "يسرائيل هيوم" أن الهجوم العسكري واسع النطاق الذي استهدف المشروع النووي الإيراني في نطنز وأصفهان وفوردو، أسفر عن إنجازات تكتيكية وعسكرية غير مسبوقة، ووفقاً لبعض التقديرات، تم تدمير حوالي 60% من منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، بالإضافة إلى حوالي 80% من دفاعاتها الجوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن قدرات إسرائيل الاستخباراتية والعملياتية أكدت تفوقها الاستراتيجي والقدرة على تحديد مواقع الشخصيات الرئيسية والبنية التحتية الحساسة في قلب إيران، والتسلل إليها والقضاء عليها، مشيرة إلى أن التجارب السابقة، وخصوصاً الاتفاق النووي في يوليو 2015، تظهر أنه بدون تطبيق صارم، فإن أي اتفاق، بغض النظر عمن يصوغه، سيتآكل بسرعة في مواجهة التصميم الإيراني.
وأضافت أنه على الرغم من ذلك، وبعد انتهاء "حرب الاثني عشر يوماً" وتحقيق النجاح العسكري، يُطرح سؤال محوري: "كيف يُمكن تحويل الإنجازات العسكرية إلى إنجازات في المجال السياسي الدبلوماسي؟ وكيف يُمكن منع إيران من استعادة قدراتها العسكرية والنووية؟"، مستطردة: "الجواب يكمن في كلمة واحدة: (التنفيذ)".
وأشارت إلى أن المرحلة السياسية لا تقل أهمية عن المرحلة العسكرية، وتتطلب الانتقال من سياسة الردع والهجوم إلى سياسة التنظيم والتنفيذ، وقد أتاحت نتائج الحرب فرصة نادرة على طاولة المفاوضات للمجتمع الدولي وإسرائيل، مضيفة أن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضح هذه النقطة للإيرانيين.
وتقول الصحيفة، إنه عندما دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، كتب غروسي إلى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حول أهمية التعاون مع الوكالة من أجل التوصل إلى اتفاق ناجح، مؤكداً أن "هذه الخطوة قد تُفضي إلى حل دبلوماسي للصراع طويل الأمد حول البرنامج النووي"، لذلك، فإن الهدف الرئيسي من التحرك الدبلوماسي هو استغلال نافذة الفرصة التي فُتحت، وحقيقة أن النظام الإيراني يعاني من الكدمات وليس الإذلال، للتوصل إلى اتفاق نووي شامل جديد مع إيران.
وشددت الصحيفة على ضرورة أن يُتوج الاتفاق بمنع إعادة تأهيل البرنامج النووي الإيراني، ومنع تطوير الصواريخ الباليستية بعيدة المدى القادرة على حمل رؤوس نووية، ولتحقيق هذا الهدف، أكدت أن هناك حاجة إلى اتفاق يتضمن آليات رقابة صارمة وعقوبات، وقبل كل شيء، آلية إنفاذ ملزمة وفعالة وغير قابلة للتنازل، بعبارة أخرى، يجب أن يظل سيف العقاب مرفوعاً دائماً فوق رأس إيران.
وذكرت الصحيفة أن أفضل مثال على أهمية الإنفاذ يأتي من لبنان، كجزء من وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر، وتجديد تفاهمات قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في أغسطس 2006، حيث طُلب من حزب الله الانسحاب شمالاً إلى نهر الليطاني، وكان من المقرر أن تنتشر قوات الجيش اللبناني في جنوب البلاد، ولكن خالف حزب الله الاتفاقات، ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، انتهكته مراراً وتكراراً.
وأشارت إلى أن الفرق بين تفاهمات عام 2006 وتفاهمات عام 2024، هو أن إسرائيل تعمل هذه المرة على فرض الاتفاق بالقوة، مشددة على ضرورة أن يكون قانون إيران هو قانون حزب الله في لبنان، حيث إنه كما تعمل إسرائيل على منع حزب الله من استعادة قوته وإنشاء بنى تحتية مسلحة في جنوب لبنان، عليها أن تضمن أن يتضمن أي تفاهم مستقبلي مع إيران آليات إنفاذ واضحة وصارمة.