أبلغ رئيس الحكومة اليمنية سالم بن بريك، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، أن نجاح أي مقاربة سياسية لتحقيق السلام في اليمن يتطلب معالجة جذور الصراع المتمثلة في إنهاء الانقلاب الحوثي.
وشدد بن بريك خلال لقائه في عدن، الثلاثاء، المبعوث الأممي إلى اليمن، على أهمية إدراك نهج الجماعة المدمر لأمن واستقرار اليمن والمنطقة والعالم.
وجدّد رئيس الحكومة اليمنية، التزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بمسار السلام، وحرصهما على دعم كافة الجهود والمساعي الأممية والإقليمية والدولية الرامية إلى إحلال السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على المرجعيات الثلاث المتوافق عليها، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2216.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن اللقاء ناقش جهود إحلال السلام في اليمن، والفرص المتاحة لاستئناف العملية السلمية، وإنهاء معاناة الشعب اليمني الناتجة عن العدوان الحوثي الممنهج وارتهانه للمشروع الإيراني.
واستمع بن بريك من المبعوث الأممي إلى إحاطة حول نتائج تحركاته واتصالاته الأخيرة لإنهاء حالة الجمود في العملية السياسية، في ضوء التطورات والمتغيرات في الملف اليمني وعلى المستويين الإقليمي والدولي.
كما تطرق اللقاء إلى استمرار احتجاز جماعة الحوثي عددًا من موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات المحلية والدولية والبعثات الدبلوماسية، واستمرار عرقلة جهود العمل الإغاثي، في تحدٍّ سافرٍ للقانون الدولي الإنساني.
من جهته، أكد المبعوث الأممي في اللقاء التزام الأمم المتحدة بمواصلة جهودها نحو إيجاد حل سياسي يفضي إلى تحقيق نتائج إيجابية ملموسة في الملفات الإنسانية والاقتصادية.
وصل غروندبرغ، فجر الثلاثاء، إلى مدينة عدن، جنوب البلاد، في زيارة هي الأولى له منذ نحو 10 أشهر، ضمن جهوده لإنعاش مسار التسوية السياسية في البلاد.
ودعا المبعوث الأممي، في تصريحات عقب وصوله مطار عدن الدولي، إلى اتخاذ قرارات حاسمة وجريئة لإنهاء حالة الجمود السياسي التي تمر بها البلاد، مؤكدًا أن اللحظة الراهنة تتطلب تحركات فاعلة من جميع الأطراف لإنقاذ العملية السياسية ودفعها نحو تسوية شاملة.
وقال غروندبرغ في تسجيل مصوّر نشره على منصة "إكس": "رغم التحديات والتصعيد الإقليمي إلا أن اليمن يشهد حالة من الهدوء النسبي. وهذه فرصة ثمينة يجب البناء عليها لتعزيز المسار السياسي، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية والأمنية الملحّة".
وأضاف: "أتطلع لإجراء محادثات جادة ومعمقة مع الأطراف اليمنية، فالوضع لم يعد يحتمل مزيدًا من التأجيل، وهناك حاجة ماسة لقرارات فاعلة تعيد الأمل في مستقبل آمن وسلمي لليمنيين".
وأشار غروندبرغ إلى أن تعقيدات المرحلة الراهنة تتطلب تكثيف الجهود الدولية والمحلية للوصول إلى حلول مستدامة، داعيًا إلى إعلاء مصلحة الشعب اليمني فوق الحسابات السياسية، والعمل على تحقيق نتائج ملموسة في الملفات الإنسانية والاقتصادية.
وتأتي تصريحات المبعوث الأممي في وقت تشهد فيه محادثات السلام بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي جمودًا واضحاً، وسط تصاعد التحذيرات من تدهور الأوضاع الإنسانية واستمرار الانقسام السياسي، في ظل غياب خطوات حقيقية لبناء الثقة أو التقدم في ملفات رفع المعاناة عن السكان.
وتعد زيارة غروندبرغ إلى عدن بداية لتحركات جديدة في إطار مساعيه لاستئناف العملية السياسية بعد شهور من الركود، إذ يُرتقب أن يجري خلالها لقاءات مع مسؤولين حكوميين وممثلين عن القوى السياسية والمجتمع المدني.