في مشهد يأت شبه معتاد، على الأقل منذ عقدين، يحيي أهالي منطقة الكفاح بجانب الكرخ من العاصمة بغداد، ليلة العاشر من شهر محرم، بالسيوف والمشاعل.
ووثقت العدسات مشاهد الحزن في الكفاح، رجال يرتدون الأبيض ويحملون السيوف، ويشكلون حلقات، وهم يستعدون لفجر العاشر من محرم، لغرض إجراء ما يعرف بـ"التطبير" إحدى الشعائر الخاصة بهذا اليوم.
يشار إلى أن إحياء الشعائر الحسينية ومواكب "اللطم والتشابيه" كانت سمة بارزة للكرد الفيليين في منطقة الكفاح، قبل حملة التهجير التي شنّها النظام السابق.
وليلة العاشر من شهر محرم، لا تشبه سابقتها، حيث ينقسم الشيعة بين زائر وآخر يشارك بمجلس عزاء رجالي أو موكب راجل أو في توزيع الطعام والشراب مجاناً، وبين نساء باكيات لاطمات في المجالس النسائية والتي عادة ما تكثر في محافظات الجنوب والوسط والعاصمة بغداد في جانب الرصافة وبالأخص في المناطق الشعبية، لإحياء كما هو متعارف عليه ليلة وداع الامام الحسين (ع).
وما يميز ليلة العاشر ونهارها كثرة تبادل الطعام والشراب بين الجيران الى جانب كثرة الدعوات لإحياء المجالس الرجالية أو النسائية.
ويحيي المسلمون "يوم عاشوراء" ذكرى مقتل الإمام الحسين مع أهل بيته وأصحابه في سنة 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي، وتستمر حتى ذكرى الزيارة الأربعينية بعد أربعين يوماً على يوم عاشوراء.