خطة لسحب السلاح خلال 6 أشهر؟

في لحظة سياسية مفصلية، يترقب لبنان زيارة المبعوث الأميركي الخاص توم برّاك، المقررة غداً، وسط أجواء مشحونة بالتوتر واحتمالات مفتوحة على سيناريوهات تصعيد أو تسوية.

الزيارة تأتي في إطار مساعٍ أميركية لإعادة هيكلة المشهد السياسي والأمني اللبناني، مع تركيز خاص على ملف سلاح «حزب الله»، الذي تعتبره واشنطن عائقاً أمام استقرار الدولة واندماجها مجدداً في النظامين المالي والسياسي الدوليين.

برّاك استبق زيارته بجملة مواقف مفصلية، أوضح فيها اعتماد واشنطن مقاربة «العصا والجزرة» تجاه بيروت، والتهديد بعقوبات اقتصادية وعدم إطلاق المساعدات، مقابل إغراءات تتعلق بدعم مالي واستثمارات وإعادة الإعمار، في حال تم التجاوب مع الطرح الأميركي القاضي بسحب سلاح «حزب الله».

وذهب المبعوث الأميركي أبعد من ذلك، ملمّحاً إلى أن الجيش اللبناني مهمته تفتيش البيوت لمصادرة السلاح، وهو ما يضع الدولة أمام اختبار سيادي وأمني حساس.

وفي تصريح يعكس البعد الرمزي والسياسي للرسائل الأميركية، اعتبر برّاك أن «هذه لحظة تاريخية لتجاوز الطائفية وبناء دولة موحدة بجيش وشعب واحد»، لكن خلف هذه العبارات يلوح تحذير واضح بأن المهلة المتاحة أمام لبنان لوضع آلية لسحب السلاح ليست مفتوحة، وأن الفشل في الالتزام بها سيقود حتماً إلى تصعيد إسرائيلي، بحسب مصادر دبلوماسية.

في المقابل، بات الموقف اللبناني الرسمي أكثر وضوحاً، ويتمثل في تأكيد حصرية السلاح بيد الدولة، وامتلاكها وحدها قراري الحرب والسلم، مقابل مطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي المتبقية في الجنوب ووقف الخروقات والانتهاكات، مع الحصول على ضمانات بذلك.

وكان يفترض، بعد اتفاق الرؤساء الثلاثة على جواب برّاك، أن يعقد لقاء قبل أن يتخذ مجلس الوزراء قراراً واضحاً بحصر السلاح بيد الدولة ضمن مهلة زمنية محددة.

ووفق المعلومات، من المتوقع أن توضع خطة واضحة لسحب السلاح في غضون 6 أشهر، على أن تُنفذ خلال سنة، فيُسحب السلاح كاملاً من جميع الأراضي اللبنانية، وطُرحت في المقابل أفكار أخرى تقضي بوضع إطارٍ مرحلي لسحب السلاح، أي البدء بالمنطقة الواقعة بين شمال نهر الليطاني ونهر الأولي، فضلاً عن البدء بسحب السلاح من البقاع، على أن تشمل المرحلة الثانية بيروت وضواحيها.

من جهته، ينفي «حزب الله» استعداده لتسليم أسلحته الثقيلة، لاسيما الصواريخ الدقيقة أو البالستية والطائرات المُسيَّرة، في مقابل الاحتفاظ بالسلاح الخفيف. وعلى حدّ تعبير أحد المعنيّين في الحزب: «لو وافقنا على ذلك لانتهت المشكلة، فهل الإسرائيليون يريدون أسلحة خفيفة من نوع كلاشنيكوف؟»، يدرك حزب الله أن الضغط كبير وجدي، إلا أنه يعتبر أن ما يُعرَض عليه هو ورقة استسلام يستحيل عليه قبولها.

وقد حمل استعراض مسلح للحزب في منطقة زقاق البلاط، قُبيل زيارة برّاك، رسالة رفض واضحة لسحب السلاح، مما دفع الحكومة إلى إعطاء أوامر للتحرك، واعتقال عدد من المشاركين، في مؤشر على تغيّر في آلية التعاطي الرسمي مع الحزب. 

يقرأون الآن